كتاب الأحاديث الطوال للطبراني - ط المكتب الإسلامي

ذراعا، ثم يأمر الله عز وجل الأجساد أن تنبت فتنبت كنبات الطراثيث أو كنبات البقل، حتى إذا تكاملت أجسادهم، فكانت كما كانت قال الله عز وجل: لتحي حملة عرشي، فيحيون، ويأمر الله عز وجل إسرافيل فيأخذ الصور فيضعه على فيه، ثم يقول: ليحي جبريل وميكائيل، فيحييان، ثم يدعو الله عز وجل الأرواح فيؤتى بها توهج أرواح المؤمنين نورا، وأرواح الآخرين ظلمة، فيقبضها جميعا، ثم يلقيها في الصور، ثم يأمر إسرافيل أن ينفخ نفخة البعث، فتخرج الأرواح كأنها النحل قد ملأت ما بين السماء والأرض، فيقول الله تعالى: وعزتي وجلالي، ليرجعن كل روح إلى جسده، فيدخل الأرواح في الأرض إلى الأجساد، فيدخل في الخياشيم، ثم تمشي في الأجساد كما يمشي السم في اللديغ، ثم تنشق الأرض عنهم، وأنا أول من تنشق الأرض عنه، فيخرجون منها سراعا، وإلى ربكم تنسلون {مهطعين إلى الداع، يقول الكافرون هذا يوم عسر} [القمر: 8] حفاة عراة غرلا، ثم يقفون موقفا واحدا مقداره سبعون عاما، لا ينظر إليكم، ولا يقضي بينكم، فتبكون حتى تنقطع الدموع ثم تدمعون دما، وتعرقون حتى يبلغ ذلك منكم أن يلجمكم أو يبلغ الأذقان، فتصيحون وتقولون: من يشفع لنا إلى ربنا فيقضي بيننا؟ فيقولون: من أحق بذلك من أبيكم آدم عليه السلام؟ خلقه الله بيده، ونفخ فيه من روحه، وكلمه قبلا، فيأتون آدم فيطلبون ذلك إليه، فيأتي ويقول: ما أنا بصاحب ذلك، فيستنصرون الأنبياء نبيا نبيا، كلما جاؤوا نبيا أبى عليهم ". قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " حتى يأتوني فأنطلق حتى آتي الفحص فأخر ساجدا "@

الصفحة 108