كتاب الأحاديث الطوال للطبراني - ط المكتب الإسلامي

منها عين عنق ساطع، ثم يقول: {ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان، إنه لكم عدو مبين. وأن اعبدوني، هذا صراط مستقيم، ولقد أضل منكم جبلا كثيرا، أفلم تكونوا تعقلون. هذه جهنم التي كنتم توعدون} [يس: 60] أو بها تكذبون، شك أبوعاصم {وامتازوا اليوم أيها المجرمون} [يس: 59] فيميز الله الناس، وتجثو الأمم، يقول الله عز وجل {وترى كل أمة جاثية، كل أمة تدعى إلى كتابها، اليوم تجزون ما كنتم تعملون} [الجاثية: 28] فيقضي الله عز وجل بين خلقه إلا الثقلين الجن والإنس، فيقضي الله تعالى بين الوحوش والبهائم، حتى إنه ليقضي للجماء من ذوات القرن، فإذا فرغ الله من ذلك لم تبق تبعة عند واحدة لأخرى، قال الله عز وجل لها: كوني ترابا، فعند ذلك يقول الكافر: {يا ليتني كنت ترابا} [النبأ: 40]، ثم يقضي الله بين العباد، فكان أول ما يقضي فيه الدماء، ويأتي كل قتيل في سبيل الله، ويأمر الله عز وجل كل من قتل فيحمل رأسه تشخب أوداجه، فيقول: يا رب، فيم قتلني هذا؟ فيقول، وهو أعلم: فيم قتلتهم؟ فيقول: قتلتهم لتكون العزة لك، فيقول الله عز وجل له: صدقت، فيجعل الله عز وجل وجهه مثل نور الشمس، ثم تمر به الملائكة إلى الجنة، ويأتي كل من قتل على غير ذلك فيحمل رأسه تشخب أوداجه فيقول: يا رب، فيم قتلني هذا؟ فيقول وهو أعلم: لم قتلتهم؟ فيقول: يا رب، قتلتهم لتكون العزة لي، فيقول: تعست، ثم لا تبقى نفس قتلها إلا قتل بها، ولا مظلمة ظلمها إلا أخذ بها، وكان مشيئة الله عز وجل، إن شاء عذبه وإن شاء رحمه، ثم يقضي الله عز وجل بين من شاء بقي من خلقه، حتى لا تبقى مظلمة لأحد عند أحد إلا أخذ بها للمظلوم من الظالم، حتى إنه ليكلف شائب اللبن بالماء ثم يبيعه أن يخلص اللبن من الماء، فإذا فرغ الله @

الصفحة 110