كتاب الأحاديث الطوال للطبراني - ط المكتب الإسلامي

عز وجل من ذلك نادى مناد يسمع الخلائق كلهم: ألا ليلحق كل قوم بآلهتهم وما كانوا يعبدون من دون الله، فلا يبقى أحد عبد من دون الله إلا مثلت له آلهته بين يديه، ويجعل يومئذ ملك من الملائكة على صورة عزير، ويجعل ملك من الملائكة على صورة عيسى، ثم يتبع هذا اليهود، وهذا النصارى، ثم قادتهم آلهتهم إلى النار، وهو الذي يقول {لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها، وكل فيها خالدون} [الأنبياء: 99] فإذا لم يبق إلا المؤمنون فيهم المنافقون جاءهم الله عز وجل فيما شاء من هيأته، فقال: يا أيها الناس، ذهب الناس فالحقوا بآلهتكم وما كنتم تعبدون، فيقولون: والله ما لنا إله إلا الله عز وجل، وما كنا نعبد غيره، فينصرف عنهم وهو الله الذي يأتيهم، فيمكث ما شاء الله أن يمكث، ثم يأتيهم فيقول: يا أيها الناس، ذهب الناس، فالحقوا بآلهتكم وما كنتم تعبدون، فيقولون: والله ما لنا إله إلا الله وما كنا نعبد غيره، فيكشف لهم عن ساقه، ويتجلى لهم من عظمته ما يعرفون أنه ربهم، فيخرون للأذقان سجدا على وجوههم، ويخر كل منافق على قفاه، ويجعل الله أصلابهم كصياصي البقر، ثم يأذن الله تبارك وتعالى لهم فيرفعون، ويضرب الله عز وجل الصراط بين ظهراني جهنم كحد الشفرة، أو كحد السيف، عليه كلاليب وخطاطيف وحسك كحسك السعدان، دونه جسر دحض مزلة، فيمرون كطرف العين، أو كلمح البصر، أو كمر الريح، أو كجياد الخيل، أو كجياد الركاب، أو كجياد الرجال، فناج سالم، وناج مخدوش، ومكدوش على وجهه في جهنم، فإذا أفضى أهل الجنة إلى الجنة، قالوا: من يشفع لنا إلى ربنا فندخل الجنة؟ فيقولون من أحق بذلك من أبيكم آدم صلى الله عليه وسلم، خلقه الله عز وجل بيده، ونفخ فيه من روحه، وكلمه قبلا، فيأتون آدم فيطلبون ذلك

الصفحة 111