كتاب الأحاديث الطوال للطبراني - ط المكتب الإسلامي

واثنتين آدميتين من ولد آدم، لهما فضل على من أنشأ الله بعبادتهما في الدنيا، فيدخل على الأولى في غرفة من ياقوتة على سرير من ذهب مكلل باللؤلؤ، عليها سبعون زوجا من سندس وإستبرق، ثم إنه يضع يده بين كتفيها، ثم ينظر إلى يده من صدرها ووراء ثيابها وجلدها ولحمها، وإنه لينظر إلى مخ ساقيها كما ينظر أحدكم إلى السلك في قصبة الياقوت، كبدها له مرآة، كبده لها مرآة، فبينما هو عندها لا يملها ولا تمله، ولا يأتيها مرة إلا وجدها عذراء، ما يفتر ذكره، وما يشتكي قبلها، فبينما هو كذلك إذ نودي: إنا قد عرفنا أنك لا تمل ولا تمل، إلا أنه لا مني ولا منية، إلا أن لك أزواجا غيرها، فيخرج فيأتيهن واحدة واحدة، كلما جاء واحدة قالت له: والله ما أرى في الجنة شيئا أحسن منك، ولا في الجنة شيء أحب إلي منك، وإذا وقع أهل النار في النار، وقع فيها خلق من خلق ربك أوبقتهم أعمالهم، فمنهم من تأخذ النار قدميه لا تجاوز ذلك، ومنهم من تأخذه إلى أنصاف ساقيه، ومنهم من تأخذه إلى ركبتيه، ومنهم من تأخذه إلى حقويه، ومنهم من تأخذ جسده كله إلا وجهه حرم الله صورته عليها ". قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فأقول: يا رب، شفعني في من وقع في النار، فيقول: أخرجوا من عرفتم، فيخرج أولئك حتى لا يبقى منهم أحد، ثم يأذن الله عز وجل في الشفاعة فلا يبقى نبي ولا شهيد إلا شفع، فيقول الله عز وجل: أخرجوا من وجدتم في قلبه زنة الدينار إيمانا، فيخرج أولئك حتى لا يبقى منهم أحد، ثم يشفع الله، فيقول: أخرجوا من وجدتم في قلبه إيمانا ثلثي دينار، نصف دينار، ثم يقول: ثلث دينار، ثم يقول: ربع دينار، ثم يقول: قيراط، ثم يقول: حبة من خردل، فيخرج أولئك@

الصفحة 113