كتاب الأحاديث الطوال للطبراني - ط المكتب الإسلامي

الجزء الثالث من الأحاديث الطوال
حديث بلال بن رباح في نفقة رسول الله صلى الله عليه وسلم
49 - حدثنا أحمد بن خليد الحلبي، ثنا أبو توبة الربيع بن نافع، حدثنا معاوية بن سلام، عن زيد بن سلام أنه سمع أبا سلام، قال: حدثني عبد الله الهوزني، قال: لقيت بلالا مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا بلال، حدثني كيف كانت نفقة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: " ما كان له شيء، كنت أنا الذي ألي ذلك منه منذ بعثه الله عز وجل حتى توفي، وكان إذا أتاه الإنسان المسلم فرآه عاريا يأمرني به فأنطلق فأستقرض فأشتري البردة فأكسوه وأطعمه، حتى اعترضني رجل من المشركين فقال: يا بلال، إن عندي سعة، فلا تستقرض من أحد إلا مني ففعلت، فلما كان ذات يوم توضأت ثم قمت لأؤذن بالصلاة، فإذا المشرك قد أقبل في عصابة من التجار، فلما رآني قال: يا حبشي، قلت: يا لبيك، فتجهمني وقال لي قولا عظيما، فقال لي: أتدري كم بينك وبين الشهر؟ قلت: قريب، قال: إنما بينك وبينه أربعة، فآخذك بالذي عليك، فإني لم أعطك الذي أعطيتك من كرامتك ولا كرامة صاحبك علي، ولكن إنما أعطيتك لآخذك لأتخذك لي عبدا، فأردك ترعى الغنم كما كنت ترعى قبل ذلك، فأخذ في نفسي ما يأخذ في أنفس الناس، ثم انطلقت فناديت بالصلاة، حتى إذا صليت العتمة رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهله، فاستأذنت عليه فأذن لي، فقلت: يا رسول الله، إن المشرك الذي أدنت منه قال لي كذا وكذا، وليس عندك ما تقضي عني، وليس عندي، وهو فاضحي، فأذن لي أن آتي إلى بعض هؤلاء الأحياء الذين قد أسلموا حتى يؤتي الله رسوله صلى الله عليه وسلم@

الصفحة 118