كتاب الأحاديث الطوال للطبراني - ط المكتب الإسلامي

ما يقضي عني، فخرجت حتى أتيت منزلي، فجعلت سيفي وجرابي ومجني ونعلي عند رأسي، واستقبلت بوجهي الأفق، فكلما نمت ساعة انتبهت، فإذا رأيت علي ليلا نمت حتى ينشق عمود الصبح الأول، فأردت أن أنطلق فإذا إنسان يسعى يدعو: يا بلال، أجب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانطلقت فأتيته فإذا أربع ركائب مناخات عليهن أحمالهن، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذنته، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أبشر، فقد جاءك الله بقضائك " فحمدت الله تعالى، وقال: " ألم تمر على الركائب المناخات الأربع؟ " قلت: بلى، قال: إن لك رقابهن وما عليهن، فإن عليهن كسوة وطعاما أهداهن إلي عظيم فدك، فاقبضهن ثم اقض دينك "، ففعلت فحططت عنهن أحمالهن ثم عقلتهن ثم قمت إلى تأذيني صلاة الصبح، حتى إذا صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خرجت إلى البقيع فجعلت أصبعي في أذني فناديت، فقلت: من كان يطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم بدين فليحضر، فما زلت أبيع حتى فضل في يدي أوقيتان أو أوقية ونصف، ثم انطلقت إلى المسجد وقد ذهب عامة النهار، وإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في المسجد وحده، فسلمت عليه، فقال لي: " ما فعل ما قبلك؟ " قلت: قد قضى الله كل شيء كان على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يبق شيء، قال: " أفضل شيء؟ " قلت: نعم، قال: " انظر أن تريحني منها فإني لست بداخل على أحد من أهلي حتى تريحني منه فلم يأتنا أحد حتى أمسينا، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العتمة دعاني، فقال لي: " ما فعل ما قبلك؟ " قلت: هو معي ولم يأتني أحد، فبات في المسجد حتى أصبح وظل اليوم الثاني حتى كان في آخر النهار، فجاء راكبان فانطلقت بهما فأطعمتهما وكسوتهما، حتى إذا صلى العتمة دعاني فقال:@

الصفحة 119