كتاب الأحاديث الطوال للطبراني - ط المكتب الإسلامي

حديث مازن بن الغضوبة
63 - حدثنا موسى بن جمهور التنيسي، ثنا علي بن حرب الموصلي، ثنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي، عن أبيه، عن عبد الله العماني، عن مازن بن الغضوبة، قال: كنت أسدن صنما يقال له باحر بسمائل قرية بعمان، فعترنا ذات يوم عنده عتيرة وهي الذبيحة، فسمعت صوتا من الصنم يقول:
[البحر الرجز]
يا مازن اسمع تسر ... ظهر خير وبطن شر
بعث نبي من مضر ... بدين الله الأكبر
فدع نحيتا من حجر ... تسلم من حر سقر
قال: ففزعت لذلك، وقلت: إن هذا لعجب، ثم عترت بعد أيام عتيرة، فسمعت صوتا من الصنم يقول:
أقبل إلي أقبل ... تسمع ما لا تجهل
هذا نبي مرسل ... جاء بحق منزل
فآمن به كي تعدل ... عن حر نار تشتعل
وقودها بالجندل
فقلت: إن هذا لعجب، وإنه لخير يراد بنا، فبينا نحن كذلك إذ قدم رجل من الحجاز، فقلنا: ما الخبر وراءك، قال: ظهر رجل يقال له أحمد، يقول لمن أتاه:" أجيبوا داعي الله" قلت: هذا نبأ ما قد سمعت، فسرت إلى الصنم فكسرته أجذاذا، وركبت راحلتي فقدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشرح لي الإسلام فأسلمت، وقلت:
[البحر البسيط]
كسرت باحر أجذاذا وكان لنا ... ربا نطيف به عميا لضلال
بالهاشمي هدينا من ضلالتنا ... ولم يكن دينه مني على بال
يا راكبا بلغن عمرا وإخوته ... وأني لمن قال ربي باحر قال@

الصفحة 145