كتاب الأحاديث الطوال للطبراني - ط المكتب الإسلامي

يعني عمرو بن الصلت وإخوته بني خطامة. قال مازن: فقلت: يا رسول الله، إني امرؤ مولع بالطرب وبشرب الخمر وبالهلوك، قال ابن الكلبي: والهلوك: الفاجرة من النساء، وألحت علينا السنون فأذهبت الأموال، وأهزلن الذراري والعيال، وليس لي ولد، فادع الله أن يذهب عني ما أجد، ويأتينا بالحياء، ويهب لي ولدا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" اللهم بدله بالطرب قراءة القرآن، وبالحرام الحلال، وبالعهر عفة الفرج، وبالخمر رياء لا إثم فيه، وأته بالحياء، وهب له ولدا" قال مازن: فأذهب الله عني ما كنت أجد، وأتانا بالحياء، وتعلمت شطر القرآن، خصب عمان، وحججت حججا، ووهب الله لي حيان بن مازن، وأنشأت أقول:
[البحر الطويل]
إليك رسول الله خبت مطيتي ... تجوب الفيافي من عمان إلى العرج
لتشفع لي يا خير من وطئ الحصى ... فيغفر لي ربي فأرجع بالفلج
إلى معشر خالفت والله دينهم ... فلا رأيهم رأيي ولا شرجهم شرجي
وكنت امرأ بالزغب والخمر مولعا ... شبابي حتى آذن الجسم بالنهج
فبدلني بالخمر خوفا وخشية ... وبالعهر إحصانا فحصن لي فرجي
فأصبحت همي في الجهاد ونيتي ... فلله ما صومي ولله ما حجي
فلما قدمت على قومي أنبوني وشتموني وأمروا شاعرا لهم فهجاني، فقلت: إن رددت عليه فإنما أهجو لنفسي، فاعتزلتهم إلى ساحل البحر، وقلت:
فبغضكم عندنا مر مذاقته ... وبغضنا عندكم يا قومنا لثن
لا نفطن الدهر إن بثت معايبكم ... وكلكم حين يبدو عيبنا فطن
شاعرنا معجم عنكم وشاعركم ... في حربنا مبلغ في شتمنا لسن@

الصفحة 146