كتاب الأحاديث الطوال للطبراني - ط المكتب الإسلامي

إليك، قال: اذهب فانزل مكان كذا وكذا حتى نرى من رأيك، فذهبت فنزلت المكان الذي قال لي، فكنت به حينا، فبينا أنا ذات يوم إذا أنا بظعينة متوجهة إلينا حتى انتهت إلى بيوتنا، فإذا هي عمتي، فقالت لي: يا عدي أما اتقيت الله أن تنجو بامرأتك وتركت عمتك. قلت: قد كان ذلك فأخبرينا ما كان بعدنا. قالت: إنكم لما انطلقتم أتتنا الخيل فسبونا وذهب بي في السبي حتى انتهيت إلى المدينة، وكنا في ناحية من المسجد فمر علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم عند القائلة وخلفه رجل يتبعه وهو علي بن أبي طالب، فأومأ إلي ذلك الرجل أن كلميه، فهتفت به فقلت: يا رسول الله هلك الولد وغاب الوافد، فمن علي من الله عليك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ومن وافدك؟ " قلت: عدي بن حاتم. قال: " الذي فر من الله ورسوله ". ثم مضى ولم يلتفت إلي حتى كان الغد فمر بي نحو تلك الساعة وخلفه ذلك الرجل، فأومأ إلي أن كلميه، فهتفت به فقلت: يا رسول الله هلك الولد، وغاب الوافد، فمن علي من الله عليك. قال: " ومن وافدك؟ " قلت: عدي بن حاتم الطائي. قال: " الذي فر من الله ورسوله " ولم يلتفت إلي، فلما كان اليوم الثالث نحوا من تلك الساعة مر وخلفه ذاك يعني عليا، فأومأ أن كلميه، فأومأت إليه بيدي أن قد كلمته مرتين، فأومأ: كلميه أيضا، فهتفت به فقلت: يا رسول الله هلك الولد، وغاب الوافد، فمن علي من الله عليك. قال: " ومن وافدك " قلت: عدي بن حاتم. قال: " الذي فر من الله ورسوله " ثم قال: " اذهبي فأنت حرة لوجه الله عز وجل، فإذا وجدت أحدا يأتي أهلك فأخبريني نحملك إلى أهلك " قالت: فانطلقت فإذا أنا برفقة من تنوخ يحملون الزيت، فباعوا زيتهم وهم يرجعون، فحملني على هذا الجمل وزودني. قال عدي: ثم قالت لي عمتي: أنت رجل أحمق، أنت قد غلبك على شرفك من قومك من ليس مثلك، ائت هذا الرجل فخذ @

الصفحة 16