كتاب الأحاديث الطوال للطبراني - ط المكتب الإسلامي

وطافتا بالبيت ثم ذكرتا إسافا ونائلة، وهما وثنان وكانوا يعبدونهما فأخرجت رأسي من تحت الستور فقلت: احملا أحدهما على صاحبه، فغضبتا ثم قالتا: أما والله لو كانت رجالنا حضورا ما تكلمت بهذا، ثم ولتا، فخرجت أقفو آثارهما حتى لقيتا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " ما أنتما؟ ومن أين أنتما؟ ومن أين جئتما؟ وما جاء بكما؟ " فأخبرتاه الخبر، فقال: " أين تركتما الصابئ؟ فقالتا: تركناه بين الستور والبناء، فقال لهما: " هل قال لكما شيئا؟ " قالتا: نعم تكلم بكلمة تملأ الفم، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم انسلتا، وأقبلت حتى جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه عند ذلك، فقال: " من أنت؟ وممن أنت؟ ومن أين جئت؟ وما جاء بك؟ " فأنشأت أعلمه الخبر، فقال: " مم كنت تأكل وتشرب؟ " فقلت: من ماء زمزم، فقال: " أما إنه طعام طعم " ومعه أبو بكر، رضي الله عنه، فقال: يا رسول الله، ائذن لي أن أضيفه، قال: " نعم " ثم خرج رسول الله، صلى الله عليه وسلم يمشي، وأخذ أبو بكر بيدي حتى وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم بباب أبي بكر، ثم دخل أبو بكر بيته، ثم أتى بزبيب من زبيب الطائف فجعل يلقيه لنا قبضا قبضا، ونحن نأكل منه حتى تملأنا منه، فقال لي رسول الله، صلى الله عليه وسلم: " يا أبا ذر " فقلت: لبيك، فقال: " أما إنه قد رفعت لي أرض، وهي ذات نخل، لا أحسبها إلا تهامة، فاخرج إلى قومك فادعهم إلى ما دخلت فيه " قال: فخرجت حتى أتيت أمي وأخي فأعلمتهما الخبر، فقالا: ما بنا رغبة عن الدين الذي دخلت فيه، فأسلما، ثم خرجنا حتى أتينا المدينة فأعلمت قومي فقالوا: إنا قد صدقناك، ولكنا نلقى محمدا، فلما قدم علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم لقيناه، فقالت له غفار: يا رسول الله، إن أبا ذر قد أعلمنا ما أعلمته، وقد أسلمنا وشهدنا أنك رسول الله، ثم تقدمت أسلم خزاعة@

الصفحة 23