الناس، وأن يمرا بثعلبة فيأخذا منه صدقة ماله، ففعلا، حتى ذهبا إلى ثعلبة فأقرآه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: صدقا الناس فإذا فرغتما فمرا بي، ففعلا، فقال: والله ما هذه إلا أخية الجزية، فانطلقا حتى لحقا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنزل الله جل ثناؤه {ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن} [التوبة: 75] إلى قوله {يكذبون} [التوبة: 77] فركب رجل من الأنصار قريب لثعلبة راحلته حتى أتى ثعلبة، فقال: ويحك يا ثعلبة هلكت، أنزل الله فيك من القرآن كذا وكذا، فأقبل ثعلبة وقد وضع التراب على رأسه وهو يبكي ويقول: يا رسول الله، يا رسول الله، فلم يقبل منه رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقته حتى قبض الله رسوله صلى الله عليه وسلم، ثم أتى أبا بكر رضي الله عنه بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا أبا بكر قد عرفت موقعي من قومي ومكاني من رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقبل مني فأبى أن يقبله، ثم أتى عمر رضي الله عنه فأبى أن يقبل منه، ثم أتى عثمان رضي الله عنه فأبى أن يقبل منه، ثم مات ثعلبة في خلافة عثمان رضي الله عنه "@