كتاب الأحاديث الطوال للطبراني - ط المكتب الإسلامي

الهدى، أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم، أسلم يؤتك الله أجرك مرتين، وإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين {قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم، ألا نعبد إلا الله، ولا نشرك به شيئا، ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله، فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون} [آل عمران: 64]. قال أبو سفيان: فلما قال ما قال وفرغ من قراءة الكتاب كثر عنده اللغط وارتفعت الأصوات. قال: وخرجنا، فقلت لأصحابي حين خرجنا: لقد ارتفع أمر ابن أبي كبشة أنه يخافه ملك بني الأصفر، قال: فما زلت مستيقنا أنه سيظهر حتى أدخل الله علي الإسلام. وكان ابن ناطورا صاحب إيليا وهرقل أسقفه على نصارى الشام يحدث أن هرقل حين قدم إيليا أصبح يوما خبيث النفس، فقال له بعض بطارقته: لقد استنكرنا هيأتك. قال: وكان هرقل رجلا حزاء ينظر في النجوم، فقال لهم حين سألوه: إني رأيت الليلة حين نظرت في النجوم ملك الختان قد ظهر، قال: فمن يختتن من هذه الأمم؟ قال: يختتن اليهود، قال: فلا يهمنك شأنهم، واكتب إلى مدائن ملكك فليقتلوا من فيها من اليهود، فبينما هم على ذلك أتى هرقل رجل أرسل به ملك غسان أن يخبره خبر ظهور رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يأتيه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فاذهبوا فانظروا أمختتن هو أم لا؟ فنظروا إليه فحدثوه أنه مختتن، فسأله عن العرب فأخبره أنهم يختتنون، فقال هرقل: هذا ملك هذه الأمة، ثم كتب هرقل إلى صاحب له برومية ونظير له في العلم، وسار هرقل إلى حمص فلم يرم حمص حتى جاءه كتاب صاحبه فوافق رأي هرقل على خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه نبي، فأذن هرقل لعظماء الروم في دسكرة له بحمص، ثم أمر بالأبواب فأغلقت ثم اطلع عليهم فقال: يا معشر الروم هل لكم في الفلاح @

الصفحة 56