كتاب الأحاديث الطوال للطبراني - ط المكتب الإسلامي

والساعدين والذراعين، وسبوطهما: امتدادهما، يصفه بطول العظام. قال ذو الرمة:
[البحر الوافر]
جواعل في البرى قصبا خدالا
أراد بالبرى: الأسورة والخلاخل. وقوله:" شثن الكفين والقدمين"، يريد أن فيهما بعض الغلظ. والأخمص من القدم: في باطنها ما بين صدرها وعقبها، وهو الذي لا يلصق بالأرض من القدمين في الوطء، قال الأعشى يصف امرأة بإبطائها في المشي:
[البحر البسيط]
كأن أخمصها بالشوك منتعل
وقوله:" خمصان": يعني يريد أن ارتفاع ذلك الموضع من قدميه فيه تجاف عن الأرض، وهو مأخوذ من خموصة البطن، وهي ضمرة، يقال منه: رجل خمصان، وامرأة خمصانة. وقوله:" مسيح القدمين": يعني أنهما ملساوان ليس بظهورهما تكسر؛ ولهذا قال: ينبو عنهما الماء يعني أنه لا ثبات للماء عليهما. وقوله" إذا خطا تكفيا"، يعني التمايل، أخذه من تكفي السفن. وقوله:" ذريع المشية": يقول: يعني واسع الخطا. وقوله:" كأنما انحط من صبب": أراه يريد أنه مقبل على ما بين يديه، غاض بصره لا يرفعه إلى السماء، وكذلك يكون المنحط، ثم فسره فقال:" خافض الطرف، نظره إلى الأرض أكثر من نظره إلى السماء". وقوله:" إذا التفت التفت جميعا": يريد أنه لا يلوي عنقه دون جسده، فإن في هذا بعض الخفة والطيش.@

الصفحة 70