" وقوله: " لا تنثى فلتاته "، الفلتات: السقطات لا يتحدث بها، يقال منه: نثوت أنثو، والاسم منه النثاء، وهذه الهاء التي في فلتاته راجعة إلى المجلس، ألا ترى أن صدر الكلام أنه سأل عن مجلسه، ويقال أيضا أنها لم يكن لمجلسه فلتات يحتاج أحد أن يحكيها، فلتاته: يريد فلتات المجلس، لا يتحدث بها بعضهم عن بعض
حديث أم معبد الخزاعية في صفة النبي صلى الله عليه وسلم
30 - حدثنا علي بن سعيد الرازي، ثنا مكرم بن محرز الخزاعي، حدثني أبي، عن حزام بن هشام، عن أبيه، عن جده حبيش بن خالد:" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرج من مكة وخرج منها مهاجرا إلى المدينة هو وأبو بكر ومولى أبي بكر عامر بن فهيرة ودليلهما الليثي عبد الله بن أريقط مروا على خيمتي أم معبد الخزاعية وكانت برزة جلدة تحتبي بفناء القبة، ثم تسقي وتطعم فسألوها لحما وتمرا؛ ليشتروه منها فلم يصيبوا عندها شيئا من ذلك، وكان القوم مرملين مسنتين فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شاة في كسر الخيمة فقال:" ما هذه الشاة يا أم معبد؟ " قالت: شاة خلفها الجهد عن الغنم، قال:" هل بها من لبن؟ " قالت: هي أجهد من ذلك، قال:" أتأذنين إلي أن أحلبها؟ " قالت: نعم، بأبي أنت وأمي، إن رأيت بها حلبا فاحلبها، فدعا بها رسول الله فمسح بيده ضرعها، وسمى الله تعالى، ودعا لها في شاتها فتفاجت عليه ودرت واجترت، ودعا بإناء يربض الرهط، حلب فيها ثجا حتى علاه البهاء، ثم سقاها حتى رويت، وسقى أصحابه حتى رووا، وشرب آخرهم صلى الله عليه وسلم، ثم أراضوا، ثم حلب فيها ثانيا بعد بدء حتى ملأ الإناء، ثم غادره عندها، ثم بايعها وارتحلوا عنها، فقلما لبثت حتى جاء زوجها أبو معبد@