كتاب الأحاديث الطوال للطبراني - ط المكتب الإسلامي

أمير المؤمنين أتعرف هذا المار؟ قال: لا، ومن هو؟ قال: هذا سواد بن قارب وهو رجل من أهل اليمن له فيهم شرف وموضع، وهو الذي أتاه رئيه بظهور النبي صلى الله عليه وسلم، فقال عمر: علي به، فدعي له به، فقال: أنت سواد بن قارب؟ قال: نعم، قال: أنت أزال الله ريبك، أتاك رئي بظهور النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، قال: فأنت على ما كنت من كهانتك، فغضب غضبا شديدا فقال: يا أمير المؤمنين، ما استقبلني بهذا أحد منذ أسلمت، فقال عمر: يا سبحان الله، والله ما كنا عليه من الشرك أعظم مما كنت عليه من كهانتك، أخبرني بإتيانك رئيك بظهور النبي صلى الله عليه وسلم قال: نعم، يا أمير المؤمنين، بينا أنا ذات ليلة بين النائم واليقظان، إذ أتاني رئي فضربني برجله وقال: قم يا سواد بن قارب فافهم واعقل إن كنت تعقل، إنه قد بعث رسول من لؤي بن غالب يدعو إلى الله وإلى عبادته، ثم أنشأ يقول:
[البحر السريع]
عجبت للجن وتجساسها ... وشدها العيس بأحلاسها
تهوي إلى مكة تبغي الهدى ... ما خير الجن كأنجاسها
فارحل إلى الصفوة من هاشم ... واسم بعينيك إلى رأسها
قال: فلم أرفع بقوله رأسا، وقلت: دعني أنم فإني أمسيت ناعسا، فلما أن كانت الليلة الثانية أتاني فضربني برجله، وقال: ألم أقل لك يا سواد بن قارب قم فافهم واعقل إن كنت تعقل، إنه قد بعث رسول من لؤي بن غالب يدعو إلى الله وإلى عبادته، ثم أنشأ الجني يقول:
عجبت للجن وتطلابها ... وشدها العيس بأقتابها
تهوي إلى مكة تبغي الهدى ... ما صادق الجن ككذابها
فارحل إلى الصفوة من هاشم ... ليس قداماها كأذنابها@

الصفحة 75