كتاب الأحاديث الطوال للطبراني - ط المكتب الإسلامي

فليستقد منه، ومن كنت أخذت منه مالا فهذا مالي فليستقد منه، ألا لا يقولن رجل: إني أخشى الشحناء من قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ألا وإن الشحناء ليست من طبعي ولا من شأني، ألا وإن أحبكم إلي من أخذ حقا إن كان له، أو حللني فلقيت الله وأنا طيب النفس، ألا وإني لا أرى ذلك مغنيا عني حتى أقوم فيكم مرارا " ثم نزل فصلى الظهر، ثم عاد إلى المنبر، فعاد إلى مقالته في الشحناء وغيرها، ثم قال: " يا أيها الناس، من كان عنده شيء فليرده ولا يقل: فضوح الدنيا، ألا وإن فضوح الدنيا أيسر من فضوح الآخرة " فقام إليه رجل فقال: يا رسول الله، إن لي عندك ثلاثة دراهم، فقال: " أما إنا لا نكذب قائلا ولا نستحلفه فيهم، فبم صارت لك عندي؟ " قال: تذكر يوم مر بك مسكين فأمرتني أن أدفعها إليه، قال: " ادفعها إليه يا فضل " ثم قام إليه رجل آخر فقال: عندي ثلاثة دراهم كنت غللتها في سبيل الله، قال: " ولم غللتها؟ " قال: كنت إليها محتاجا، قال: " خذها منه يا فضل " ثم قال: " يا أيها الناس، من خشي على نفسه شيئا فليقم أدعو له "، فقام إليه رجل فقال: يا رسول الله، إني لكذاب، وإني لمنافق، وإني لنؤوم، قال: " اللهم ارزقه صدقا وإيمانا، وأذهب عنه النوم إذا أراد "، ثم قام إليه رجل آخر فقال: والله يا رسول الله، إني لكذاب، وإني لمنافق، وما من شيء من الأشياء إلا وقد أتيته، فقال له عمر: يا هذا، فضحت نفسك، قال: " مه يا ابن الخطاب، فضوح الدنيا أيسر من فضوح الآخرة " ثم قال: " اللهم ارزقه صدقا وإيمانا، وصير أمره إلى خير " فكلمهم عمر بكلمة، قال: فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: يا رسول الله، رضينا بالله ربا، @

الصفحة 83