كتاب الأحاديث الطوال للطبراني - ط المكتب الإسلامي

حديث موسى والخضر عليهما الصلاة والسلام
42 - حدثنا عبد الله بن محمد بن سعيد، ثنا محمد بن يوسف الفريابي، ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: كنا عنده فقال القوم: إن نوفا الشامي يزعم أن موسى الذي ذهب يطلب العلم ليس هو موسى بني إسرائيل، وكان ابن عباس متكئا فاستوى جالسا، فقال: أكذلك يا سعيد؟ قلت: أنا سمعته يقول ذلك، فقال ابن عباس رضي الله عنه: كذب نوف، حدثني أبي بن كعب: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " رحمة الله علينا وعلى موسى، لولا أنه استحى وأخذته ذمامة، فقال: {إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني} [الكهف: 76] لرأى من صاحبه عجبا ". قال: وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذكر نبيا من الأنبياء بدأ بنفسه فقال: " رحمة الله علينا وعلى صالح، ورحمة الله علينا وعلى أخي عاد " ثم قال: " إن موسى بينا هو يخطب قومه ذات يوم إذ قال لهم: ما في الأرض أحد أعلم مني، فأوحى الله عز وجل إليه أن في الأرض من هو أعلم منك، وآية ذلك أن تزود حوتا مالحا، فإذا فقدته فهو حيث تفقده، فتزود حوتا مالحا وانطلق هو وفتاه، حتى إذا بلغ الموضع الذي أمروا به انتهوا إلى الصخرة، وانطلق موسى عليه السلام يطلب، ووضع فتاه الحوت على الصخرة فاضطرب فاتخذ سبيله في البحر سربا، قال فتاه: إذا جاء نبي الله حدثته، فأنساه الشيطان، فانطلقا فأصابهما ما يصيب المسافرين من النصب والكلال، ولم يكن يصيبه ما يصيب المسافر من النصب والكلال حتى جاوز ما أمر به، فقال موسى لفتاه: آتنا غداءنا؛ لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا، قال فتاه: يا نبي الله، أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة؟ فإني نسيت @

الصفحة 93