كتاب الأحاديث الطوال للطبراني - ط المكتب الإسلامي

أن أحدثك، وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره، واتخذ سبيله في البحر عجبا. قال: ذلك ما كنا نبغي، فارتدا على آثارهما قصصا يقصان الأثر حتى انتهيا إلى الصخرة، فأطاف بها فإذا هو رجل مسجى ثوبا له، فسلم عليه فرفع رأسه، قال: من أنت؟ قال: موسى، قال: من موسى؟ قال: موسى بني إسرائيل، قال: ما لك؟ قال: أخبرت أن عندك علما فأردت أن أصحبك، قال: إنك لن تستطيع معي صبرا، قال: ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا، قال: فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا، فانطلقا حتى ركبا خرج من كان فيها وتخلف ليخرقها، قال له موسى: أخرقتها لتغرق أهلها؟ لقد جئت شيئا إمرا، قال: ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا، قال: لا تؤاخذني بما نسيت، ولا ترهقني من أمري عسرا، فانطلقا حتى إذا أتيا على غلمان يلعبون على ساحل البحر، وفيهم غلام ليس في الغلمان أنظف منه، فأخذه فقتله، فنفر موسى عند ذلك وقال: أقتلت نفسا زاكية بغير نفس؟ لقد جئت شيئا نكرا، قال: ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا، فأخذته ذمامة من صاحبه فاستحيى، فقال: إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني، قد بلغت من لدني عذرا، فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية لئاما وقد أصاب موسى جهد فلم يضيفوهما، فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه، قال له موسى مما رأى فيهم من الجهد: لو شئت لاتخذت عليه أجرا، قال: هذا فراق بيني وبينك، فأخذ موسى بطرف ثوبه، فقال: أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر، وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا، فإذا مر عليها فرآها متخرقة تركها ورقعها أهلها بقطعة @

الصفحة 94