كتاب الأحاديث الطوال للطبراني - ط المكتب الإسلامي

والشام، عاث يمينا وعاث شمالا، يا عباد الله اثبتوا، فإنه يبدأ فيقول: أنا نبي، ولا نبي بعدي، وإنه مكتوب بين عينيه كافر، يقرؤه كل مؤمن، فمن لقيه منكم فليتفل في وجهه، وليقرأ بفواتح سورة أصحاب الكهف، وإنه يسلط على نفس من بني آدم فيقتلها ثم يحييها، وإنه لا يعدو ذلك، ولا يسلط على نفس غيرها، وإن من فتنته أن معه جنة ونارا، فناره جنة وجنته نار، فمن ابتلي بناره فليغمض عينيه وليستغث بالله يكون بردا وسلاما كما كانت النار بردا وسلاما على إبراهيم، وإن أيامه أربعون يوما، فيوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، ويوم كالأيام، وآخر أيامه كالسراب، يصبح الدجال عند باب المدينة فيمشي قبل أن يبلغ بابها الآخر "، قالوا: فكيف نصلي يا نبي الله في تلك الأيام الطوال؟ قال: " تقدرون فيها كما تقدرون في الأيام الطوال، لا يبقى من الأرض شيء إلا وطأه وغلب عليه إلا مكة والمدينة، فإنه لا يأتيهما من بيت من أبياتهما إلا لقيه ملك مصلتا سيفه حتى ينزل عند الظريب الأحمر عند منقطع السبخة عند مجتمع السيول، فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات لا يبقى منافق ولا منافقة إلا خرج إليه، فتنفي المدينة يومئذ الخبث منها كما ينفي الكير خبث الحديد، ذلك اليوم الذي يدعى يوم الخلاص ". فقالت أم شريك: فأين المسلمون يومئذ؟ قال: " هم يومئذ قليل، وجلهم ببيت المقدس، يخرج فيحاصرهم وإمام الناس يومئذ رجل صالح، فيقال: صل الصبح، فإذا كبر ودخل فيها نزل عيسى ابن مريم صلوات الله عليه وسلامه، فإذا رآه ذلك الرجل عرفه فرجع يمشي القهقرى، فيتقدم عيسى عليه السلام يضع يديه بين كتفيه ثم يقول: صل، فإنما أقيمت لك، فيصلي عيسى عليه السلام وراءه، ثم يقول: افتحوا الباب، فيفتحون الأبواب، ومع الدجال يومئذ سبعون ألف يهودي، كلهم ذو تاج وسيف محلى، فإذا نظر إلى عيسى@

الصفحة 99