• أخرجه مالك (١٢٢٧) عن عبد الرَّحمَن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة، أُم المؤمنين، أنها قالت:
«خرجنا مع رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم عام حجة الوداع، فأهللنا بعمرة، ثم قال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: من كان معه هدي فليهلل بالحج مع العمرة، ثم لا يحل حتى يحل منهما جميعا، قالت: فقدمت مكة وأنا حائض، فلم أطف بالبيت، ولا بين الصفا والمروة، فشكوت ذلك إلى رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم فقال: انقضي راسك وامتشطي، وأهلي بالحج، ودعي العمرة، قالت: ففعلت، فلما قضينا الحج أرسلني رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم مع عبد الرَّحمَن بن أَبي بكر الصِّدِّيق إلى التنعيم، فاعتمرت، فقال: هذه مكان عمرتك، فطاف الذين أهلوا بالعمرة بالبيت، وبين الصفا والمروة، ثم حلوا، ثم طافوا طوافا آخر بعد أن رجعوا من منى لحجهم، وأما الذين كانوا أهلوا بالحج، أو جمعوا الحج والعمرة، فإنما طافوا طوافا واحدا».
- وعن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة، بمثل ذلك (¬١).
• وأَخرجه ابن خزيمة (٣٠٢٩) قال: حدثناه محمد بن عَمرو بن تمام، قال: حدثنا
⦗٨٤⦘
يحيى بن عبد الله بن بكير، قال: حدثني ميمون بن مخرمة، عن أبيه، قال: وسمعت محمد بن عبد الرَّحمَن بن نوفل يقول: سمعت هشام بن عروة يحدث، عن عروة يقول: سمعت عائشة، فذكر قصة طويلة، وذكر هذا الكلام الذي ذكرت في آخر الخبر، ثم قال: وقال: سمعت محمد بن عبد الرَّحمَن يحدث عن عروة، عن عائشة أنها حدثتهم، عن عمرتهم بعد الحج مع رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم قالت: حضت، فاعتمرت بعد الحج، ثم لم أصم، ولم أهد.
هكذا ورد الإسناد في المطبوع.
---------------
(¬١) كذا ورد في رواية يحيى بن يحيى، والصواب أن إسناده الأول: «ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة»، والثاني: «عن عبد الرَّحمَن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة، بمثل ذلك».
قال ابن عبد البَر: هكذا روى يحيى هذا الحديث عن مالك بهذا الإسناد، عن عبد الرَّحمَن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة، ولم يتابعه عليه أحد فيما علمت من رواة «الموطأ» وإنما هذا الحديث في «الموطأ» عند جماعة الرواة عن مالك، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة، هكذا بهذا الإسناد، وهو عند يحيى بهذا الإسناد كذلك أيضا، وبإسناد آخر عن عبد الرَّحمَن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة، فانفرد يحيى لهذا الحديث بهذا الإسناد، وحمل عنده هذا الحديث بهذين الإسنادين عن مالك في «الموطأ» وليس ذلك عند أحد غيره في الموطأ، والله أعلم. «التمهيد» ١٩/ ٢٦٣ و ٢٦٤.
- وهو على الصواب في رواية ابن القاسم (٣٨)، والقَعنَبي، النسخة الأزهرية الخطية، الورقة (٨١/ أ)، وأبي مصعب الزُّهْري (١٣٠٣)، وسويد بن سعيد (٥١٣ و ٥١٤).