كتاب شيخ الإسلام ابن تيمية لم يكن ناصبيا

الفصل الخامس. في إبطال خلافة أبي بكر وعمر وعثمان)
قلت هذا بإجمال فصول الكتاب المردود عليه فهو قد حدد هدفه من تأليفه، وهو تقرير إمامة علي - رضي الله عنه - بعد الرسول صلى الله عليه وسلم، والطعن في خلافة أبي بكر وعمر وعثمان - رضي الله عنهم - وغيرهم من الصحابة.
وفي سبيل هذا الهدف الباطل الذي أقام عليه رسالته غلا غلواً فاحشاً في علي - رضي الله عنه - فصوره في صورة غير التي نعرف من سيرته، وعظمه على غيره من الصحابة - بل والرسول صلى الله عليه وسلم - فجعل الأحداث تدور من حوله، فهو صانعها، وهو بطلها الوحيد.
وأقذع في تصويره - رضي الله عنه - وأهل البيت في صورة المظلومين، الذين قد هضم الصحابة حقوقهم، وأما الصحابة الآخرين فقد صغر مواقفهم، ونال منهم، وجعلهم في صورة الظالمين الذين انتهكوا حق علي وأهل البيت، وتفنن - في سبيل هذا الهدف - في توزيع التهم عليهم.
فعلي - رضي الله عنه - عنده هو الإمام المعصوم، وهو أفضل البشر بعد الرسول صلى الله عليه وسلم وهو أزهد الناس، وأعبدهم، وأعلمهم في جميع العلوم وأشجعهم، وأنه يعلم الغيب وكان

الصفحة 16