كتاب الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار (اسم الجزء: 1)
وتكلم به أبو بكر وعمر وتكلمت به الصحابة1.
روي عن ابن الديلمي2 أنه قال: قلت لأُبي بن كعب: إنه وقع في نفسي شيء من القدر، فحدثني بحديث لعل الله أن يذهب ذلك عن قلبي فقال أبي: "إن الله لو عذب أهل سماواته وأرضه عذبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم لكانت رحمته خيراً لهم من أعمالهم، ولو أنفقت مثل أحد ذهباً ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر، وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما لم يكن ليصيبك، وإن مت على غير هذا مت على غير فطرة محمد صلى الله عليه وسلم". قال: "فأتيت ابن مسعود وسألته فحدثني بمثله، ثم أتيت حذيفة بن اليمان فحدثني بمثله، وكلهم يقول عن النبي صلى الله عليه وسلم"3.
__________
1 سيورد المصنف - رحمه الله - آثاراً عديدة عن الصحابة - رضي الله عنهم - في إثبات القدر. انظر: الفصل رقم 88.
2 عبد الله بن فيروز الديلمي أبو بشر ثقة من كبار التابعين. انظر: التهذيب 5/358، التقريب ص 185.
3 أخرجه د. كتاب السنة (ب. القدر) 2/272، جه. في المقدمة (ب. القدر) ورواه مطولاً 1/30، حم في 5/182/185/189، والسنة لعبد الله بن الإمام أحمد 2/388، وابن أبي عاصم في السنة 1/109، مختصراً. وابن حبان. انظر: موارد الظمآن ص 450. ومدار هذه الروايات على أبي سنان سعيد بن سنان عن وهب بن خالد عن ابن الديلمي قال المنذري عن ابن سنان: وثقه يحيى بن معين وغيره وتكلم فيه الإمام أحمد وغيره. مختصر السنن 7/69، وقال ابن حجر عنه: صدوق له أوهام. التقريب ص 123.
وصحح الحديث الألباني في تعليقه على السنة لابن أبي عاصم وفي التعليق على المشكاة 1/41.
وأخرج الآجري الحديث عن أبي الزاهرية عن كثير بن مرة عن ابن الديلمي. الشريعة ص 203، وفي إسناده أبو صالح عبد الله بن صالح كاتب الليث. قال عنه ابن حجر: صدوق كثير الغلط ثبت في كتابه وكانت فيه غفلة. التقريب ص 177، وهذا صالح في المتابعة.