كتاب الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار (اسم الجزء: 1)

تعالى: {وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ} 1.
فأخبر2 سبحانه أنه أراد فتنة قوم ولم يرد تطهير قلوبهم.
والقدرية يقولون: إن الله سبحانه لم يرد فتنة أحد وأراد تطهير قلوب جميع العباد3، وهذا خلاف ما أخبر الله عنه4.
فأجاب هذا القدري عن هذا وقال: الفتنة في القرآن منقسمة إلى نعان أحدها: الحريق والعذاب بدليل قوله تعالى: {يَسْأَلونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ} 5 أي يعذبون.
__________
1 المائدة آية (41) .
2 في - ح- (وأخبر) .
3 سيذكر المصنف بعد هذا علة هذا القول عن المعتزلة وانظر كلام الزمخشري على هذه الآية، وانظر التعليق عليه: الكشاف 1/339.
4 في - ح- (عنهم) .
5 الذاريات آية (13) .

الصفحة 257