كتاب الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار (اسم الجزء: 1)

القرآن، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم- "الحمد لله الذي جعل في أمتي من أمرت أن أصبر نفسي معه " وكان النبي - صلى الله عليه وسلم- إذا رآهم قال: "مرحباًُ بمن عاتبني ربي فيهم "1 وهو سلمان الفارسي وصهيب بن سنان وعمار بن ياسر وخباب بن الأرت وعامر بن فهيرة وبلال ونحوهم من فقراء المسلمين، ويدل على صحة ما ذهبنا إليه قوله تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} 2، قال أهل التفسير: يحول بين المؤمن والكفر وبين الكافر والإيمان قاله سعيد بن جبير3، وعن الضحاك4: يحول بين المؤمن والمعصية وبين الكافر والطاعة5.
__________
1 أخرج سبب النزول ابن جرير وأورد القصة نحو ما ذكر هنا عن سلمان رضي الله عنه. تفسير ابن جرير 15/9236 وفي إسناده سليمان بن عطاء وهو منكر الحديث كما في التقريب ص 135، وقد أخرج أبو داود قوله - صلى الله عليه وسلم- "الحمد لله الذي جعل في أمتي…" الحديث من حديث أبي سعيد الخدري وليس فيه ذكر سبب النزول. د. كتاب العلم، (ب. في القصص) 2/127 وفي إسناده العلاء بن بشير وهو مجهول. انظر: التقريب ص 368، وليس في شيء من روايات الحديث التي اطلعت عليها قوله: "مرحباً بمن عاتبني فيهم ربي".
2 النفال آية (24) .
3 أخرجه ابن جرير عنه بسنده وأخرجه أيضاً عنه عن ابن عباس رضي الله عنه. تفسير ابن جرير 9/215.
4 في - ح- (وقال الضحاك) .
5 أخرجه عنه ابن جرير بسنده وروى نحوه أيضاً عن ابن عباس وغيره. انظر: تفسير ابن جرير 9/215.

الصفحة 293