كتاب الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار (اسم الجزء: 2)

عباس هو إسماعيل1، فلقي إبليس إسحاق فقال: أفتدري ما يريد بك؟، قال: لا، قال يريد أن يذبحك، قال: ولو، قال: يزعم أن ربه أمره بذلك. قال: هو أهل أن يطيع ربه، فتركه وأتى سارة فقال: يا سارة أين ذهب إسحاق؟، قالت: أمره أبوه أن يتبعه، قال: فما أخذ قالت: الشفرة2 والرسن، قال: أفتدرين ما يريد؟ قالت: لا، قال: يريد أن يذبحه، قالت ولم؟ قال: يزعم أن ربه أمره بذلك3، قالت: هو أهل أن يطيع ربه.
فلما أراد أن يذبحه قال له: أي أبت أوثقني لا أجد حر السكين فأضطرب، فأوثقه فجعل يمر السكين على حلقه وملك يقلبها حتى عرف الله منه الصدق فنودي بالفداء، فأوحى الله إليه أن يا إسحاق: إن لك بما صبرت للذبح دعوة، قال: يا أبت ائذن لي أن أدعو بها4، قال: بل أخرها إلى يوم القيامة، قال: يا أبت ائذن لي أن أدعو بها قال: ادع بها، قال: اللهم لا يلقاك أحد مخلصا بأنه5 لا إله إلا أنت إلا أدخلته الجنة6، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "سبقني بها إسحاق "7.
__________
1 ابن عباس - رضي الله عنه - روي عنه في الذبح أنه إسحاق، وروي كذلك عنه أنه إسماعيل. انظر: تفسير القرطبي 15/99 - 100، تفسير ابن كثير 4/17-18.
2 في - ح- أخذ الشفرة.
(بذلك) ليست في - ح-.
4 في - ح- زيادة (قال بل أخرها) .
5 في - ح- (بأنك) .
6 أخرج نحو هذا الحاكم عن كعب الأحبار، وقال: إسناد صحيح لا غبار عليه، ووافقه الذهبي. المستدرك، كتاب التاريخ (2/557) ، وانظر: الدر المنثور 8/108.
7 أخرج الديلمي بإسناده عن مقاتل بن سليمان الأزدي عن الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - مرفوعاً: "لما فدى الله عزوجل إسحاق من الذبح أتاه جبريل فقال: يا إسحاق إنه لم يصبر أحد من الأولين والآخرين مثل ما صبرت وأن لك عند الله دعوة مستجابة ادع بها، فقال: (اللهم أيما عبد لك من الأولين والآخرين يشهد أن لا إله إلا أنت فاغفر له) "سبقني أخي إسحاق إلى الدعوة" هكذا في فردوس الأخبار 3/471، ومقاتل بن سليمان اتهم بالذب. انظر: المجروحين لابن حبان 3/14، ومن حديث أبي هريرة مرفوعاً وقال ابن كثير: هذا حديث منكر، وعبد الرحمن بن أسلم ضعيف الحديث. تفسير ابن كثير 4/16.

الصفحة 320