كتاب الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار (اسم الجزء: 2)

السيوف بهذا الصقع قبل المناظرة له1 ممن يريد استتباعه وجدعه بالكلام، ومن صرح منهم بهذا القول الشنيع فهو محجوج بقوله تعالى في آي كثيرة: {عَالِمُ الْغَيْبِ} 2.
والغائب ما غابن وقد أخبر الله سبحانه عما لم يكن قبل أن يكون، وعما لا يكون لو كان كيف كان يكون، فقال تعالى إخباراً عن أهل النار: {يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا} ، ثم قال تعالى: {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ} 3 فأخبر سبحانه عن تمني أهل النار الرد إلى الدنيا قبل أن يكون، وأخبر سبحانه عما لا يكون أن لو كان كيف كان يكون وهو تكذيبهم لو ردوا.
__________
1 في - ح- (له فيه) .
2 ورد هذا الوصف لله في ثلاثة عشر موضعا في القرآن منها الأنعام آية (73) ، التوبة آية (94، 150) الرعد آية (9) .
3 الأنعام آية (27) .

الصفحة 352