كتاب الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار (اسم الجزء: 2)

عن1 إرسال الرسل ونزول الكتب من الله - وليت شعري - ما في العقل مما يدل على أن الصبح ركعتان والظهر والعصر زالعشاء أربع ركعات والمغرب ثلاث ركعات وأمثال ذلك في الشرع كثير2.
ثم أجاب المخالف القدري عن قولنا: إن الله خص بالهداية بعضهم بأن قال: الهداية منقسمة إلى معان تقدم ذكرها3 منها: الهداية بمعنى البيان والدلالة فهذا عام لجميع المكلفين، وفي ذلك ورد قوله تعالى: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ4 فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى} 5.
وهداية بمعنى الزيادة في التوفيق والتسديد وهي تختص بالمهتدين بأنفسهم6 لأنها مشروطة بتقدم الاهتداء منهم كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدىً} 7.
وكذلك التي هي بمعنى الثواب فإنها تختص بالمستحقين8.
والجواب عن ذلك أن نقول: لا ننكر أن الهداية تصح بمعنى البيان والدلالة وهي المراد بقوله تعالى: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ} أي بينا لهم ودللناهم، فتكون الآية حجة لنا {فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى} ونسبت
__________
1 في النسختين (من) والتعبير بـ (عن) أوضح.
2 قوله: "والمغرب ثلاث ركعات وأمثال ذلك في الشرع كثير" ساقط من - ح-.
3 انظر: ما تقدم ص 275 في بيان قول المخالف في معنى الهداية.
4 الآية في - ح- إلى (فهديناهم) .
5 فصلت آية (17) .
6 في الأصل (لأنفسهم) وما أثبت من - ح- وهو الأصوب.
7 سورة محمد صلى الله عليه وسلم آية (17) والآية في - ح- آية سورة مريم {وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً} آية (76) .
8 في الأصل (المستحقين) وهي في - ح- بإثبات الباء، وهو الأصوب.

الصفحة 358