كتاب الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار (اسم الجزء: 2)
عامة لجميه الخلق كما يدعي القدرية لما خصها وعلقها بمن يشاء له ذلك، ويدل على هداية الله للمؤمنين في الدنيا هداية التسديد قوله تعالى في الحج: {إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَار…} 1 الآية ثم قال بعدها: {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْل} الطيب من القول الشهادتان2 {وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ} ، وهذا لا يمكن حمله على ثواب الآخرة3.
__________
1 الحج آية (23-24) .
2 ذكر هذا ابن جير الطبري - رجمه الله - ورواه بإسناده عن ابن زيد وأخرج عن ابن عباس {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ} "ألهموا"، وذكر السيوطي في الدرالمنثور روايات أخرى منها:
ما أخرجه ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك، قال: {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ} الإخلاص {وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيد} "الإسلام"، وأخرج ابن المنذر عن إسماعيل بن أبي خالد {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ} القرآن {وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيد} قال: "الإسلام". انظر: تفسير الطبري 17/136، الدر المنثور 6/24.
3 تقدم الرد على قول المخالف في الهدى بأوسع من هذا. انظر: ص 285.