كتاب الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار (اسم الجزء: 2)

يقول ما أقل ما يؤمنون البيتة، ويجوز أن يكون المراد فلا يؤمنون إلا قليلاً ممن أراد الله منه الإيمان فأزال الطبع عن قلبه1 لأنه قال: {وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ} 2.
__________
1 انظر في معنى هذه الآية: تفسير ابن جرير 6/10، تفسير القرطبي 6/8، فتح القدير 1/534، وقول المصنف - رحمه الله - في معنى (فلا يؤمنون إلا قليلا) يعني ما أقل ما يؤمنون فإنهم لا يؤمنون البتة، لم أر من ذكره.
أما القول الثاني فذكره الشوكاني، وذكر ابن جرير معنى آخر وهو أنهم لا يؤمنون إلا إيمانا قليلا لا ينفعهم وذلك أنهم صدقوا ببعض الأنبياء وببعض الكتب وكذبوا ببعض، والمكذب ببعض الكتب مكذب بجميعها لأن بعضها يصدق بعضا فصار بذلك إيمانهم إيمانا قليلا. انتهى بتصرف، وذكر نحوه القرطبي.
2 التوبة آية (15) .

الصفحة 368