كتاب الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار (اسم الجزء: 2)
إن الله خلق إبليس للعبادة1.
فيقال له: قل إن الله خلق إبليس لما خلق له جبريل وميكال ولما خلق له النبي صلى الله عليه وسلم من العبادة ولطف به في الهداية إلى معرفته وطاعته كما لطف بهؤلاء، ولم يفضلهم عليه إلا بالنبوة.
وهذا قول يشهد على قائله بالشناعة، فليت شعري من المراد بقوله2 تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالإنْسِ} 3، إن كان إبليس لم يخلق لجهنم؟! وأما تمويهه بتأويل4 هذه الآية فلا يقبله من أنعم الله عليه بشيء من العقل وسيأتي بيان فساده5.
__________
1 انظر: قول المخالف فيما سبق ص 338.
2 في - ح- (إذا بقوله) .
3 الأعراف آية (179) .
4 في الأصل (تأويل) وما أثبت من - ح-.
5 أفرد المصنف - رحمه الله - للرد على المخالف في تأويله لهذه الآية فصلا فيما سبق ص 428.