كتاب الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار (اسم الجزء: 2)
الإيمان كما قال تعالى: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ} 1 وكقوله تعالى: {وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً} 2 مع أن الرجس: اسم لكل ما استقذر من عمل3، ويقال: الرجس المأثم ومنه قوله تعالى: {يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ} 4 أي المأثم والكفر5، ومنه قوله تعالى: {فَزَادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ} 6 والرجس: العمل الذي يؤدي إلى العذاب7 ومنه قوله تعالى: {وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ} 8 يعني اللعنة في الدنيا والعذاب في الآخرة9.
وإن حملنا الرجس في هذه الآية التي نحن فيها على المأثم والكفر وكل ما استقذر من العمل فهو حجة على الخصم لا له، وإن حملناه على اللعنة في الدنيا والعذاب في الآخرة فهو عقاب من الله على ما سبق بعلمه وتقديره عليهم من الإضلال وجعله لصدورهم ضيقة حرجة.
__________
1 البقرة آية (7) .
2 الأنعام آية (25) .
3 انظر: المفردات للراغب ص 188.
4 الأحزاب آية (33) .
5 انظر: فتح القدير 4/278.
6 التوبة آية (125) .
7 انظر: تفسير القرطبي 8/299.
8 يونس آية (100) والآية في كلا النسختين وردت هكذا (ويجعل الله) وهو خطأ.
9 انظر: فتح القدير 2/475.