كتاب الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار (اسم الجزء: 2)
فقيل معناه: منور السموات والأرض1، وقيل: هادي أهل السموات والأرض2، {مَثَلُ نوٍٍٍٍرِِهِ} ِ أي الذي هدى به وأصاب سبيل الحق وأراد بقلب المؤمن3، أي مثل نور الله في قلب المؤمن4 {كَمِشْكَاةٍ} وهي الكوة غير
__________
1 عزا هذا القول القرطبي إلى ابن عرفة والضحاك والقرظي وبمعناه ما روى ابن جرير بسنده عن مجاهد وابن عباس أنهما قالا: يدبر الأمر فيهما نجومهما وشمسهما وقمرهما تفسير القرطبي 12/257، تفسير ابن جرير 18/135.
2 روى ابن جرير بسنده 18/135 هذا القول عن ابن عباس - رضي الله عنهما -، وروى بسنده أيضا عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنه قال: "إن إلهي يقول: (نوري هداي) " وهو الذي اختاره ابن جرير، وليس في هذين القولين ما يعارض إثبات أن الله سبحانه موصوف بصفة النور جل وعلا بدليل الآيات والأحاديث السابقة الذكر، وهو سبحانه أيضا هادي أهل السموات والأرض ومنورهما.
3 هكذا في النسختين ولعلهما توضيحه، فيكون معناه أي النور في قلب المؤمن، ثم زادها توضيحا في العبارة بعدها.
4 اختلف في الضمير في قوله تعالى: {مَثَلُ نُورِهِ} القول الأول ما ذكره المصنف وهو قول أبي بن كعب وسعيد بن جبير والضحاك. والقول الثاني: أن الضمير عائد على النبي صلى الله عليه وسلم وهو مروي عن كعب الأحبار وسعيد بن جبير.
والقول الثالث: أن المراد بالنور هداية الله وبيانه وهو القرآن وهو مروي عن ابن عباس والحسن وابن زيد وزيد بن أسلم.
والقول الرابع: أن النور الطاعة، وهو قول ابن عباس. انظر: تفسير ابن جرير 18/136، تفسير ابن كثير 3/291.