كتاب الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار (اسم الجزء: 2)

نافذة1 وقيل: المشكاة2 من المشكاة القائم في وسط القنديل الذي يدخل فيه الفتيلة3 {فِيهَا مِصْبَاحٌ} والمصباح النور الذي في قلبه، {الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ} وهي قلبه فقد مضيء كأنه كوكب دري وهذا المضيء4، {يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ} ي عني شجرة الزيت، {لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ} . قال الحسن: والله ما هذه من شجر الدنيا، ولو كانت من شجر الدنيا لكانت شرقية أو غربية5، وقال غيره: بل في قلعة مرتفعة تصيبها الشمس عند الشروق والغروب فلم تخلص لأحدهما6، إلى قوله تعالى: {يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ} أي للإيمان به من يشاء7 وهذا موضع التخصيص، ويدل عليه انه ضرب للكافر مثلاً، فقال: {أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا…} ، ثم قال: {وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً} أي في قلبه كما جعله في قلب المؤمن {فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ} فهذا يبطل قول القدرية في أن الله سوى بين المؤمن والكافر في تنوير القلوب.
__________
1 روي هذا القول عن ابن عباس مجماهد وسعيد بن جبير وعزاه القرطبي إلى الجمهور. انظر: الدر المنثور 18/200، تفسير القرطبي 12/257.
(من المشكاة) ليست في - ح-.
3 روي هذا القول عن محمد بن كعب وابن زيد ورجحه ابن جرير وابن كثير. تفسير ابن جرير 18/139، تفسير ابن كثير 3/290.
4 انظر: هذا في: تفسير ابن جرير. الموضع السابق، وله تفاسير أخرى ذكرها المفسرون. انظر: المواضع السابقة في تفسير القرطبي وابن كثير.
5 روى ذلك عنه ابن جرير في تفسيره 18/142.
6 ذكر هذا القول ابن جرير عن عكرمة وجاهد وسعيد بن جبير والسدي وابن عباس وهو الذي رجحه ابن جرير، ولأنه إذا كانت الشمس تشرق عليها وتغرب فهذا أجود لها. انظر: تفسير ابن جرير 18/141- 142، تفسير ابن كثير 3/290.
7 ذكر هذا ابن كثير في تفسيره 3/291 وأورد في الاستدلال له وتوضيحه حديث عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله عز وجل خلق خلقه في ظلمة عليهم فألقى عليهم من نوره فمن أصابه من ذلك النور اهتدى ومن أخطأ ضل، فلذلك أقول جف القلم على علم الله" أخرجه حم. 2/176، ت. الإيمان (ب. ما جاء في افتراق الأمة 5/26، وقال: "حديث حسن".

الصفحة 410