كتاب الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار (اسم الجزء: 2)
يقدر على السجود1، قال الله تعالى: {وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ} قيل في التفسير: يدعون إلى السجود في الدنيا مع الجماعة وهم سالمون من السفافيد23، ويدل على صحة ما ذهبنا إليه من ذلك قوله تعالى: {الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكَانُوا لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً} 4، والمراد بذلك أعين القلوب لأنه قيل ما من إنسان إلا وله أربع أعين عينان في راسه يبصر بهما أمر دنياه، وعينان في قلبه يبصر بهما أمر آخرته ودينه. فإذا أراد الله
بالعبد خيراً فتح العينين فأبصر بهما5 وما وعده الله بالغيب، وإذا أراد
__________
1 الحديث أصله في البخاري ومسلم من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أخرجه خ. في كتاب التوحيد باب: قول الله تعالى وجوه يومئذ ناضرة) 9/105، م. كتاب الإيمان (ب. معرفة طريق الرؤية) 1/168.
2 ذكر هذا التفسير ابن جرير بسنده عن سعيد بن جبير وإبراهيم التيمي. تفسير ابن جرير 29/43.
3 يمكن أن يجاب عن هذا بأنه في الآخرة وليس بتكليف عبادة بل تكليف عقوبة وتعجيز جزاءاً لهم لعدم فعلهم ما كان في طاعتهم كلفوا ما لا طاقة به في الآخرة ليظهر خزيهم ويتضح نفاقهم وكفرهم.
4 الكهف آية (101) .
(بهذا) ليست في - ح-.