كتاب الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار (اسم الجزء: 2)

وروي عن صهيب أنه قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} فقال: "إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار نادى مناد يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعداً يريدون أن ينجزكموه. يقولون: ما هو، ألم يثقل موازيننا ويبيض وجوهنا ويدخلنا الجنة ويجرنا من النار، فيكشف الحجاب فينظرون إلى الله فما شيء أعطوا أحب إليهم من النظر إليه وهي الزيادة "، أخرجه مسلم في صحيحه1.
وكذلك روى أبي بن كعب2 وكعب بن عجرة3 وأبو موسى الأشعري4 عن النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير هذه الآية.
__________
1 م. كتاب الإيمان (ب. إثبات الرؤية) 1/163، ت. كتاب صفة الجنة (ب. ما جاء في الرؤية) 4/687، جه. في المقدمة (ب. فيما أنكرت الجهمية) 1/67، حم. 4/332، واللالكائي في شرح اعتقاد أهل السنة 3/455.
2 أخرج رواية أبي بن كعب اللالكائي في السنة 3/456، 492 من طريقين: عن أبي العالية الرياحي يحدث عن أبي بن كعب - رضي الله عنه -، نحو حديث أنس المتقدم، وفيها مجهول وهو الراوي عن أبي العالية.
ومن هذا الطريق أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره 11/107 أما الطريق الأخرى فعن أبي خلدة عن أبي العالية وفي إسناده من لم أجده.
3 أخرجه اللالكائي في السنة 3/457، وابن جرير في تفسيره 11/107، وعبد الله بن الإمام أحمد في السنة 1/262. كلهم من طريق إبراهيم بن المختار عن ابن جريج عن عطاء الخرساني عن كعب بن عجرة - رضي الله عنه - نحو حديث أنس المتقدم.
قال أحمد شاكر في تعليقه على تفسير ابن جرير: "هذا خبر ضعيف الإسناد لضعف إبراهيم بن المختار ولأنه من مرسل عطاء عن كعب بن عجرة".
4 أخرجه اللالكائي في السنة 3/457، وابن جرير في تفسيره 15/65، عن أبان بن أبي عياش فيروز عن أبي تميمة الهجيمي أنه سمع أبا موسى الأشعري يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "يبعث الله عزوجل يوم القيامة منادياً ينادي أهل الجنة بصوت يسمع أولهم وآخرهم إن الله وعدكم الحسنى والحسنى الجنة، والزيادة النظر إلى وجهه عزوجل ".
وأبان بن أبي عياش قال ابن حجر: "متروك"، التقريب ص 18 فسنده بناء عليه ضعيف.
وتفسير الزيادة في الآية بأنها النظر إلى وجه الله عزوجل ثابت من حديث صهيب المتقدم، ومن قول أبي بكر الصديق وحذيفة بن اليمان وأبي موسى الأشعري وابن مسعود وابن عباس - رضي الله عنهم - وعدد كبير من التابعين وغيرهم. انظر: اعتقاد أهل السنة للالكائي 3/458- 463.

الصفحة 638