كتاب الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار (اسم الجزء: 2)
وموضع الحجة من الآية قوله: {يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ} واللقاء في اللغة لا يكون إلا بالمعاينة يراهم الله ويرونه ويسلم عليهم ويكلمهم ويكلمونه1.
ويدل على ما قلناه ما روى جرير بن عبد الله البجلي قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فنظر إلى القمر ليلة البدر فقال: "إنكم ستعرضون على ربكم عزوجل فترونه كما ترون هذا القمر لا تضارون في رؤيته، فإن استطعتم ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا "2.
وروى أبو هريرة - رضي الله عنه - أن أناساً قالوا يا رسول الله: هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هل تضامون في رؤية الشمس ليس دونها سحاب" قالوا: لا، قال: " فإنكم ترونه كذلك"3.
وروي مثل ذلك عن أبي سعيد الخدري4 وغيره من الصحابة - رضي الله عنهم -5.
وعن صهيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا دخل أهل الجنة الجنة نودوا
__________
1 ذكر هذا الآجري في الشريعة ص 252 فقال: "واعلم - رحمك الله - أن عند أهل العلم باللغة أن اللقى هاهنا لا يكون إلا معاينة يراهم الله عزوجل ويرونه ويسلم عليهم ويكلمهم ويكلمونه".
وقال البيهقي في الاعتقاد ص 47 بعد ذكر الآية المذكورة هنا: "واللقاء إذا أطلق على الحي السليم لم يكن إلا رؤية العين وأهل هذه التحية لا آفة بهم"، وذكر إجماع أهل اللغة على هذا ابن القيم في حادي الأرواح ص 198.
2 أخرجه خ. كتاب مواقيت الصلاة وفضلها (ب. فضل صلاة الفجر) 2/99، وفي كتاب التوحيد (ب. قول الله تعالى وجوه يومئذ ناضرة) 9/103، م. كتاب المساجد (ب. فضل صلاة الصبح والعصر 1/439.
3 أخرجه خ. كتاب التوحيد (ب. قوله تعالى: وجوه يومئذ ناضرة..) 9/103، م. كتاب الإيمان (ب. معرفة طريق الرؤية) 1/163.
4 رواية أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أخرجها خ. كتاب التوحيد (ب. قوله تعالى: وجوه يومئذ ناضرة..) 9/104، م. كتاب الإيمان (ب. معرفة طريق الرؤية) 1/167.
5 انظر: ما تقدم أول هذا الفصل والمراجع المثبتة لقول أهل السنة.