كتاب الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار (اسم الجزء: 2)

يا أهل الجنة: إن لكم عند الله موعداً لم تروه قال: فيقولون ما هو؟ ألم يبيض وجوهنا ويزحزحنا1 عن النار ويدخلنا الجنة، قال: فيكشف الحجاب فينظرون إلى الله ما أعطاهم شيئاً هو أحب إليهم مما هم فيه ثم قرأ {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} 2.
وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " اللهم ارزقني لذاذة النظر إلى وجهك" 3. ولا يسأل النبي صلى الله عليه وسلم مستحيلاً.
وروي عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: "من تمام النعمة دخول الجنة والنظر إلى وجه الله تعالى في جنته"4.
__________
1 هكذا في الأصل وفي - ح- (وتجرنا عن النار) .
2 تقدم تخريجه ص638.
3 ورد هذا من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم من حديث عمار - رضي الله عنه - أخرجه حم. 4/264، ن. كتاب السهو (ب. الدعاء بعد الذكر) 3/55، وابن أبي عاصم في السنة 1/158 مختصراً من طريقين عن عمارة - رضي الله عنه -، وقال الألباني في التعليق: "إسنادهما صحيح". وكذلك أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب الدعاء 1/524 وقال: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي، وعبد الله بن الإمام أحمد في السنة 1/254، واللالكائي في السنة 3/489.
كما روي من حديث زيد بن ثابت من دعاء طويل علمه إياه النبي صلى الله عليه وسلم، وأمره أن يتعاهده ويتعاهد به أهله، وجاء فيه "اللهم إني أسألك الرضا بع د القضاء وبرد العيش بعد الموت ولذة النظر إلى وجهك وشوقاً إلى لقائك". أخرجه حم. 5/191ن واللالكائي في السنة 3/89 مطولاً، وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة مختصراً 1/185، وفي إسناده أبو كر بن أبي مريم. قال ابن حجر عنه: "ضعيف وكان قد سرق بيته فاختلط"، التقريب ص396.
كما روي من حديث فضالة بن عبيد أخرجه عنه اللالكائي في السنة 3/491، وابن أبي عاصم في السنة 1/186، وقال الألباني في التعليق: "إسناده صحيح رجاله كلهم ثقات". وليس في روايات الحديث لفظ (لذاذة) كما أورده المصنف هنا بل كلها بلفظ (لذة) .
4 ذكره اللالكائي في شرح اعتقاد أهل السنة 3/496، وعزاه إلى عبد الرحمن بن أبي عاصم بسنده عن علي، وكذلك ذكره ابن القيم في حادي الأرواح ص 232.

الصفحة 646