كتاب الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار (اسم الجزء: 3)

المجلد الثالث
تابع: النص المحقق
...
106 ـ فصل
وعندنا أن الجنة والنار مخلوقتان1، وأن الجنة في السماء والنار تحت الأرضين2.
__________
1 ذكر اتفاق أهل السنة على هذا الآجري في الشريعة ص (387) ، وأبو الحسن الأشعري في مقالاته 1/349،168، وابن حزم في الفصل 4/81، والقاضي أبو يعلى في المعتمد في أصول الدين ص (180) ، وابن القيم في حادي الأرواح ص (11) ، والطحاوي وشارح عقيدته ص (476) ، وصديق حسن خان في يقظة أولى الاعتبار ص (35) .
2 قال الله عز وجل: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى} النجم آية: (13-15) وثبت في الحديث الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم: " إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله كل درجتين ما بينهما كما بين السماء والأرض فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة فوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة ". أخرجه البخاري في كتاب التوحيد (باب وكان عرشه على عرش الماء 9/101 من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -. فالآية والحديث يدلان على أن الجنة في السماء ويدل الحديث على أن سقفها عرش الرحمن.
أما النار فقد روى أبو نعيم في صفة الجنة (165 - 170) عن ابن عباس أنه قال: "الجنة في السماء السابعة ويجعلها حيث شاء يوم القيامة وجهنم في الأرض السابعة ".
وفي إسناده محمد بن عبد الله الراوي عن سلمة بن كهيل ولم أقف على ترجمته وفي إسناده أبو الزعراء عبد الله بن هاني. قال عنه البخاري: "لا يتابع في حديثه"، ووثقه العجلي وابن سعد وابن حبان انظر: التهذيب 6/61.
كما روي أيضا عن مجاهد، قال: "قلت لابن عباس: أين الجنة؟ قال: فوق سبع سموات، قلت: فأين النار؟ قال: تحت سبع أبحر مطبقة".
وفي إسناده أبو يحيى القتات الكوفي الكناني قال ابن حبان: "فحش خطؤه، وكثر وهمه حتى سلك غير مسلك العدول في الروايات"، وقال ابن حجر في التقريب: "لين الحديث". انظر: التهذيب 12/278، التقريب ص 432.
فهذه الآثار كما هو ظاهر لا يقوم بها الاستدلال على أن النار في الأرض السابعة لضعفها، فلهذا التوقف في هذا أسلم، وقد حكى الوقف فيها الشيخ صديق حسن خان عن السيوطي وعن الشيخ أحمد ولي الدين المحدث الدهلوي ورجحه. انظر: يقظة أولى الاعتبار مما ورد في ذكر النار ص (43 - 46) ، وانظر: حادي الأرواح ص (46) ، لوامع الأنوار البهية 2/237 - 239.

الصفحة 658