كتاب الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار (اسم الجزء: 3)
العرض على هذا فالطول أكثر، قال الشاعر:
كأن بلاد الله وهي عريضة ... على الخائف المذعور كفة1حابل
وروى طارق بن شهاب2 أن اليهود قالوا لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: " تقولون جنة عرضها السموات والأرض فأين تكون النار؟ فقال لهم عمر: أرأيتم إذا جاء النهار فأين يكون الليل، وإذا جاء الليل فأين يكون النهار - يريد لذلك حيث يشاء الله - فقالوا: لقد برعت3 بما في التوراة "4.
ويدل على ما قلناه قوله تعالى: {قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ} 5، ومعلوم أنه لم يتمن قومه بذلك إلا لكونهم في الدنيا، ويدل على ما قلناه قوله تعالى: {فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} 6، والمعد: المستعد المهيأ7.
وعن حسان بن عطية8 قال: " الأرض التي تحت هذه فيها حجارة أهل النار "9.
__________
1 في الأصل (كفت) بالتاء المفتوحة وفي - ح - كما أثبت وهو الصواب وقد ذكر هذا البيت القرطبي 4/205 ولم يعزه إلى معين، وهذا البيت يستدل به على أن معنى عريضة واسعة، فعليه لا حاجة لذكر الطول في المعنى فقد فسر العرض هنا بأنه السعة تفسير القرطبي 4/205.
2 طارق بن شهاب بن عبد الشمس البجلي الأحمص الكوفي. قال أبو داود: "رأى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه"، توفي سنة (83 هـ) . التقريب ص (156) .
3 في - ح - (نزعت) وهو يوافق ما عند ابن جرير، إلا أن الرواية عنده هكذا "لد نزعت بمثله من التوراة" والمراد ب - نزعت، استخرجت واستنبطت.
4 أخرجه ابن جرير في تفسيره 7/211 بتحقيق أحمد شاكر.
5 يس آية (27) .
6 البقرة آية (24) .
7 هكذا في النسختين والمهيأ كافية في بيان المعنى.
8 في الأصل حسان بن عطا وفي - ح - حسان بن عطية، فأثبت ما في - ح - فإني لم أقف على من يسمى حسان بن عطا فلعلها خطأ من الناسخ.
9 لم أقف على من ذكره.