كتاب الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار (اسم الجزء: 3)

.
...
فقال أبو عمرو: وإن كان هذا الشاعر قد مدح بالأمرين، فإن كعب بن زهير مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان قد توعده فأنشده قصيدته:
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول..........................
إلى قوله:
أنبئت أن رسول الله أوعدني ... والعفو عند رسول الله مأمول
فلم ينكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله بل وقع موقعا منه فعفى عنه1، وأعطاه بردة كانت له فابتاعها منه معاوية - رضي الله عنه - بعشرة آلاف ردهم كانت مع الخلفاء خلفية بعد خليفة.
وروي أن أبا عمرو قال له يا أبا عثمان: أليس لك علم بمعاني كلام العرب. العرب لا تعد العافي مخلفا ثم أنشده:
وما يرهب المولى ولا الجار صولتي ... ولا أختفي من سورة2 المتهدد
وإني وإن أوعدته أو وعدته ... لأخلف ايعادي وأنجز موعدي3
وروي عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من وعد الله على عمل4ثوابا فهو منجزه ومن أوعده على عمل عقابا فهو الخيار"5.
__________
1 إلى هنا ما ذكر اللالكائي من هذه الحكاية 6/1082.
2 هكذا في النسختين وذكره السفاريني فقال (ولا يخشى) ، وعند اللالكائي كما ذكرها المصنف هنا إلا أنها مصوبة إلى (اخشى) .
3 ذكرها اللالكائي في شرح اعتقاد أهل السنة بسنده 6/1082، كما حكاها السفاريني قي لوامع الأنوار البهية 1/370.
(علي عمل) ساقطة من الأصل، وهي في - ح - وكذلك في مصادر الحديث.
5 أخرجه اللالكائي في السنة 6/1083، وابن أبي عاصم في السنة 2/466، والبزار. انظر: كشف الأستار 4/775، ونسبه الهيثمي إلى أبي يعلى الموصلي والطبراني في الأوسط، مجمع الزوائد 10/370.
ومدار الرواية على سهيل بن حزم وهو ضعيف، قاله ابن حجر في التقريب ص
(139) وزاد في - ح - بعده (إن شاء عذبه وإن شاء غفر له) وليست في شيء من مصادر الرواية.

الصفحة 677