كتاب الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار (اسم الجزء: 3)
وروى أبو هريرة - رضي الله عنه - قال في قوله تعالى: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً} 1 قال: "هو مقام الشفاعة الذي أشفع فيه لأمتي"2.
وروى أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يجتمع المؤمنون يوم القيامة ويقولون لو استشفعنا إلى ربنا حتى يريحنا من مكاننا هذا، فيقولون من أحق بذلك من أبيكم آدم خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه وأسجد له ملائكته، فيأتون آدم صلى الله عليه وسلم فيقولون: أنت أبونا خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأسجد لك ملائكته، وعلمك أسماء كل شيء3، وأسكنك جنته، اشفع لنا إلى ربك يريحنا من مكاننا، واشفع لذريتك حتى لا تحرق اليوم بالنار، فيقول: ليس ذلك إلي - وروي لست هناكم - ويذكر لهم خطيئته، ولكن ائتوا نوحاً
__________
1 الإسراء آية (79) .
2 أخرجه ت. كتاب التفسير (ب سورة الإسراء) 5/303 حم. 2/528، 444، 441وابن جرير في تفسيره 5/146، 145، وابن أبي عاصم في السنة 2/364، واللالكائي في شرح اعقتاد أهل السنة 6/1114 وإسناده ضعيف فإن مداره على داود بن يزيد الأودي وهو ضعيف كما في التقريب ص 97، وله شاهد من حديث كعب بن مالك مرفوعاً: "إذا كان يوم القيامة كنت أنا وأمتي على تل فيكسوني حلة خضراء، ثم يأذن لي تبارك وتعالى أن أقول ما شاء الله أن أقول وذلك المقام المحمود". أخرجه: حم 3/456، والحاكم 4/570 وقال: "صحيح الإسناد على شرط الشيخين"، وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة 2/364 وقال الألباني: "إسناده جيد ورجاله كلهم ثقات"، واللالكائي في شرح اعتقاد أهل السنة 6/1112.
3 في النسختين (أسماءه) وهو خطأ والصواب ما أثبت وكما هو عند اللالكائي.