كتاب الزهر النضر في حال الخضر

حَدثنَا أبي حَدثنَا عَليّ بن شَقِيق، ثَنَا ابْن الْمُبَارك، أَنبأَنَا عمر بن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر قَالَ: " بَيْنَمَا رجل يمشي يَبِيع [شَيْئا] ، وَيحلف، قَامَ عَلَيْهِ شيخ، فَقَالَ: بِعْ، وَلَا تحلف {فَعَاد فَحلف} فَقَالَ: بِعْ، وَلَا تحلف. قَالَ: أقبل على مَا يَعْنِيك؛ قَالَ: هَذَا مَا يعنيني، ثمَّ قَالَ: آثر الصدْق على مَا يَضرك على الْكَذِب فِيمَا ينفعك، وَتكلم، فَإِذا انْقَطع علمك فاسكت؛ واتهم الْكَاذِب فِيمَا يحدثك بِهِ غَيْرك ".
قَالَ: اكْتُبْ لي هَذَا الْكَلَام، فَقَالَ: إِن يقدر شئ يكن. ثمَّ لم يره.
فَكَانُوا يرَوْنَ أَنه الْخضر ".
قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ: كَانَ هَذَا أصل الحَدِيث.
106 - وَقد رَوَاهُ أَبُو عمر بن السماك فِي فَوَائده: عَن يحيى بن أبي طَالب، عَن عَليّ بن عَاصِم، عَن عبد الله بن عبيد الله قَالَ: " كَانَ ابْن عمر قَاعِدا، وَرجل قد أَقَامَ سلْعَته، يُرِيد بيعهَا، فَجعل يُكَرر الْأَيْمَان إِذْ مر بِهِ رجل.
فَقَالَ: اتَّقِ الله، وَلَا تحلف بِهِ كَاذِبًا؛ عَلَيْك بِالصّدقِ فِيمَا يَضرك، وَإِيَّاك وَالْكذب فِيمَا ينفعك، وَلَا تزيدن فِي حَدِيث غَيْرك.
فَقَالَ ابْن عمر لرجل: اتبعهُ، فَقل لَهُ: اكْتُبْ هَذِه الْكَلِمَات فَتَبِعَهُ، فَقَالَ: مَا يقْضى من شئ يكن، ثمَّ فَقده، فَرجع فَأخْبر ابْن عمر. فَقَالَ

الصفحة 123