كتاب الزهر النضر في حال الخضر

" أَن رجلَيْنِ كَانَ يتبايعان عِنْد عبد الله بن عمر - رَضِي الله عَنْهُمَا - فَكَانَ أَحدهمَا يكثر الْحلف، فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِك إِذْ مر بهما رجل فَقَامَ عَلَيْهِمَا، فَقَالَ للَّذي يكثر الْحلف: يَا عبد الله! اتَّقِ الله وَلَا تكْثر الْحلف، فَإِنَّهُ لايزيد فِي رزقك إِن حَلَفت، وَلَا ينقص من رزقك إِن لم تحلف.
قَالَ: امْضِ لما يَعْنِيك؛ قَالَ إِن هَذَا مِمَّا يعنيني، قَالَهَا ثَلَاث مَرَّات ورد عَلَيْهِ قَوْله. فَلَمَّا أَرَادَ أَن ينْصَرف عَنْهُمَا، قَالَ: اعْلَم أَن من الْإِيمَان أَن تُؤثر الصدْق حَيْثُ يَضرك على الْكَذِب حَيْثُ ينفعك، وَلَا يكن فِي قَوْلك فضل على فعلك. ثمَّ انْصَرف.
فَقَالَ عبد الله بن عمر: الْحَقْهُ فاستكتبه هَؤُلَاءِ الْكَلِمَات، فَقَالَ: يَا عبد الله اكتبني هَذِه الْكَلِمَات - يَرْحَمك الله - فَقَالَ الرجل: مَا يقدر الله يكن، وأعادها عَلَيْهِ حَتَّى حفظهن، ثمَّ مَشى حَتَّى وضع إِحْدَى رجلَيْهِ فِي الْمَسْجِد، فَمَا أدرى أَرض تَحْتَهُ أم سَمَاء. قَالَ: فَكَانُوا يرَوْنَ أَنه الْخضر أَو إلْيَاس ".
109 - وَقَالَ ابْن أبي الدُّنْيَا: ثَنَا يَعْقُوب بن يُوسُف، ثَنَا مَالك بن إِسْمَاعِيل ثَنَا صَالح بن أبي الْأسود عَن مَحْفُوظ بن عبد الله، عَن شيخ من حَضرمَوْت، عَن مُحَمَّد بن عبد يحيى قَالَ: قَالَ عَليّ بن أبي طَالب - رَضِي الله عَنهُ - بَيْنَمَا أَنا أَطُوف بِالْبَيْتِ إِذا أَنا بِرَجُل مُعَلّق بالأستار، وَهُوَ يَقُول: " يَا من لَا يشْغلهُ شَيْء عَن سمع، يَا من لَا يغلطه السائلون، يَا من لَا يتبرم بإلحاح

الصفحة 125