كتاب الزهر النضر في حال الخضر

من السَّمَاء، فَوضعت بَين يَدَيْهِ فَأكل مِنْهَا، ثمَّ رفعت فَقَالَ: لَهُ بِالَّذِي وفقك بِمَا أرى، أَي عباد الله أَنْت؟ {قَالَ: الْخضر الَّذِي تسمع بِهِ، قَالَ: بِمَاذَا جَاءَك هَذَا الطَّعَام وَالشرَاب؟ قَالَ: بأسماء الله الْعِظَام ".
117 - وَأخرج أَحْمد فِي كتاب الزّهْد لَهُ: عَن حَمَّاد بن أُسَامَة، ثَنَا مسعر، عَن معن بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن مَسْعُود، عَن عون بن عبد الله بن عتبَة بن مَسْعُود قَالَ: " بَيْنَمَا رجل فِي بُسْتَان بِمصْر فِي فتْنَة ابْن الزبير مهموما [مكبا ينكت] فِي الأَرْض بِشَيْء، إِذْ رفع رَأسه فَإِذا بفتى صَاحب مسحاة، قد سنح لَهُ قَائِما بَين يَدَيْهِ، فَرفع رَأسه، فَكَأَنَّهُ ازدراه، فَقَالَ لَهُ: مَالِي أَرَاك مهموما؟ قَالَ: لَا شَيْء: قَالَ أما الدُّنْيَا فَإِن الدُّنْيَا عرض حَاضر، يَأْكُل مِنْهُ الْبر والفاجر، وَإِن الْآخِرَة أجل صَادِق يحكم فِيهِ ملك قَادر ... حَتَّى ذكر أَن لَهَا مفصلا كمفاصل اللَّحْم، من أَخطَأ شَيْئا [مِنْهَا] أَخطَأ الْحق.
قَالَ: فَلَمَّا سمع ذَلِك مِنْهُ أعجبه، فَقَالَ: اهتمامي بِمَا فِيهِ الْمُسلمُونَ.
قَالَ: فَإِن الله سينجيك بشفقتك على الْمُسلمين. وسل} من ذَا الَّذِي سَأَلَ الله فَلم يُعْطه، أَو دَعَاهُ فَلم يجبهُ، أَو توكل عَلَيْهِ فَلم يكفه أَو وثق بِهِ فَلم ينجه؟ {}
قَالَ: فطفقت أَقُول: اللَّهُمَّ سلمني وَسلم مني؛ قَالَ: فتجلت، وَلم يصب فِيهَا بِشَيْء. "
قَالَ مسعر:

الصفحة 130