كتاب الزهر النضر في حال الخضر

" بت لَيْلَة فِي الْمَسْجِد، فَلَمَّا خرج النَّاس، إِذا رجل قد جَاءَ إِلَى بَيت النَّبِي - فَسلم، ثمَّ أسْند ظَهره إِلَى الْجِدَار، ثمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّك تعلم أَنِّي كنت أمس صَائِما، ثمَّ أمسيت فَلم أفطر على شَيْء، اشتهي الثَّرِيد، فأطعمنيها من عنْدك.
قَالَ: فَنَظَرت إِلَى وصيف دَاخل من خوخة المنارة لَيْسَ فِي خلقَة النَّاس، مَعَه قَصْعَة، فَأَهوى بهَا إِلَى الرجل، فوضعها بَين يَدَيْهِ، وَجلسَ الرجل يَأْكُل، وحصبني، فَقَالَ: هَلُمَّ فَجئْت، وظننت أَنَّهَا من الْجنَّة، فَأَحْبَبْت أَن آكل مِنْهَا، فَأكلت مِنْهَا لقْمَة، فَإِذا طَعَام لَا يشبه طَعَام الدُّنْيَا، ثمَّ احتشمت فَقُمْت فَرَجَعت [إِلَى] مَكَاني، فَلَمَّا فرغ من أكله، أَخذ الوصيف الْقَصعَة، ثمَّ أَهْوى رَاجعا من حَيْثُ جَاءَ ثمَّ قَامَ الرجل منصرفا، فاتبعته لأعرفه، فَمثل، فَلَا أَدْرِي أَيْن سلك، فظننته الْخضر ".
129 - وَأخرج ابْن عَسَاكِر: من طَرِيق إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن الْمُغيرَة، عَن عبد الله حَدثنِي أبي: أَن قوام الْمَسْجِد قَالُوا للوليد بن عبد الْملك: إِن الْخضر يُصَلِّي كل

الصفحة 140