كتاب الزهر النضر في حال الخضر

" لَو قَالَ أُخْتهَا مَعهَا " {
فَكَأَن الرجل لقن مَا أَرَادَ النَّبِي -، فَقَالَ: " وارزقني شوق الصَّالِحين إِلَى مَا شوقتهم إِلَيْهِ ".
فَقَالَ النَّبِي - لي: " يَا أنس} ضع لي الطّهُور، وائت هَذَا الْمُنَادِي، فَقل لَهُ: ادْع الله تَعَالَى لرَسُول الله - أَن يُعينهُ الله على مَا ابتعثه بِهِ، وادع لأمته أَن يَأْخُذُوا مَا أَتَاهُم بِهِ نَبِيّهم بِالْحَقِّ. "
فَأَتَيْته، فَقلت: رَحِمك الله، ادْع الله لرَسُول الله - أَن يُعينهُ الله على مَا ابتعث بِهِ، وادع لأمته أَن يَأْخُذُوا مَا آتَاهُم بِهِ نَبِيّهم بِالْحَقِّ ".
فَقَالَ لي: وَمن أرسلك، فَكرِهت أَن اخبره - وَلم أَستَأْمر رَسُول الله -، فَقلت لَهُ: رَحِمك الله: مَا يَضرك من أَرْسلنِي، ادْع بِمَا قلت لَك، فَقَالَ: لَا أَو تُخبرنِي بِمن أرسلك. قَالَ: فَرَجَعت إِلَى رَسُول الله - فَقلت لَهُ: يَا رَسُول الله {أَبى أَن يَدْعُو لَك بِمَا قلت، حَتَّى أخبرهُ بِمن أَرْسلنِي، فَقَالَ: ارْجع إِلَيْهِ، فَقل لَهُ: أَنا [رَسُول] رَسُول الله - فَرَجَعت إِلَيْهِ، فَقلت لَهُ؛ فَقَالَ لي: مرْحَبًا برَسُول رَسُول الله -: أَنا كنت أَحَق أَن آتيه، اقْرَأ على رَسُول الله - مني السَّلَام، وَقل لَهُ: يَا رَسُول الله} الْخضر يقْرَأ عَلَيْك السَّلَام وَرَحْمَة الله! وَيَقُول لَك: يَا رَسُول الله: إِن الله فضلك على الْأَنْبِيَاء، كَمَا فضل شهر رَمَضَان على سَائِر الشُّهُور، وَفضل أمتك على الْأُمَم كَمَا فضل يَوْم الْجُمُعَة على سَائِر الْأَيَّام.
قَالَ: فَلَمَّا وليت سمعته يَقُول: اللَّهُمَّ اجْعَلنِي من هَذِه الْأمة المرشدة المرحومة المتوب عَلَيْهَا. "

الصفحة 98