كتاب النكت على نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر

16 - وَتَتَبُّعُ الطُّرُقِ لِذَلِكَ هُوَ الِاعْتِبَارُ.
17 - ثُمَّ الْمَقْبُولُ؛ إِنْ سَلِمَ مِنَ الْمُعَارَضَةِ؛ فَهُوَ الْمُحْكَمُ.
_____________________________________________________
حُنَينٍ عن ابن عبَّاسِ عن النبي صلَّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلَّمَ، فذَكَرَ مثلَ حديثِ عبد اللهِ بنِ دينارٍ عنِ ابنِ عُمرَ سواءً.
فهذا باللَّفظِ.
وأَمَّا بالمَعْنى؛ فهو ما رواهُ البُخاريُّ مِن روايةِ محمَّدِ بنِ زيادٍ عن أَبي هُريرةَ بلفظ: "فإِنْ غُمَّ عليكُمْ فأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبانَ ثلاثينَ"
وخَصَّ قومٌ المُتابعةَ بما حَصَلَ باللَّفظِ، سواءٌ كانَ مِن روايةِ ذلك الصَّحابيِّ أَم لا، والشاهدَ بما حصلَ بالمَعنى كذلك.
وقد تُطْلَقُ المُتابعةُ على الشَّاهدِ وبالعكسِ، والأمرُ فيهِ سَهْلٌ.
(وَ) اعْلمْ أَنَّ (تَتَبُّعَ الطُّرُقِ) مِن الجوامعِ والمسانيدِ والأجزاءِ (لذلك) الحديثِ الذي يُظنُّ أَنَّه فردٌ لِيُعْلَمَ هلْ لهُ متابِعٌ أَم لا (هُو: الاعتبارُ).
وقولُ ابنِ الصَّلاحِ: "معرفةُ الاعتبارِ والمتابعاتِ والشَّواهِدِ" قد يوهِمُ أَنَّ الاعتبارَ قَسيمٌ لهُما، وليسَ كذلك، بل هُو هيئةُ التوصُّلِ إِليهِما.
وجَميعُ ما تقدَّمَ مِن أَقسامِ المَقبولِ تَحْصُلُ فائدةُ تقسيمِهِ باعتبارِ مَراتِبِهِ عندَ المُعارضةِ، واللهُ أَعلمُ.

الصفحة 102