كتاب النكت على نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر
68 - وَمرَاتِبُ الْجَرْحِ:
- وَأَسْوَؤُهَا الْوَصْفُ بِأَفْعَلَ؛ كَـ: أَكْذَبِ النَّاسِ.
- ثُمَّ دَجَّالٍ، أَوْ: وَضَّاعٍ، أَوْ: كَذَّابٌ.
_____________________________________________________
(وَ) مِن المُهِمِّ أَيضاً معرفةُ (أَحْوالِهِمْ؛ تَعْديلاً، وتَجْريحاً، وجَهالةً)؛ لأنَّ الرَّاويَ إِمَّا أَنْ تُعْرَفَ عدالَتُه، أَو يُعْرَفَ فِسْقُه، أَوْ لا يُعْرَفَ فيهِ شيءٌ مِن ذلك.
(وَ) مِن أَهمِّ ذلك - بعدَ الاطِّلاعِ - معرِفةُ (مَراتِبِ الجَرْحِ) والتَّعديلِ لأنَّهُم قد يُجَرِّحونَ الشَّخصَ بما لا يستَلْزِمُ ردَّ حديثِه كلِّهِ.
وقد بيَّنَّا أَسبابَ ذلك فيما مَضى، وحَصَرْناها في عَشرةٍ، وتقدَّم شرحُها مفصَّلاً.
والغَرَضُ هُنا ذِكْرُ الألفاظِ الدَّالَّةِ في اصطِلاحِهِم على تِلكَ المراتِبِ.
وللجَرْحِ مراتِبُ:
(وأَسْوَأُها: الوَصْفُ) بما دلَّ على المُبالَغَةِ فيهِ.
وأَصرحُ ذلك التَّعبيرُ (بأَفْعَلَ؛ كـ: أَكْذَبِ النَّاسِ)، وكذا قولُهم: إِليهِ المُنْتَهى في الوضعِ، أَو: هُو ركنُ الكذبِ، ونحوُ ذلك.
(ثمَّ: دجَّالٌ، أو: وَضَّاعٌ، أو: كَذَّابٌ)؛ لأنَّها وإِنْ كانَ فيها نوعُ مُبالغةٍ، لكنَّها دونَ الَّتي قبلَها.
الصفحة 187