كتاب النكت على نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر
81 - وَسِنِّ التَّحَمُّلِ وَالْأَدَاءِ.
_____________________________________________________
(وَ) مِن المهمِّ أَيضاً معرِفةُ (سِنِّ التَّحَمُّلِ والأداءِ)، والأصحُّ اعتبارُ سنِّ التَّحمُّلِ بالتَّمييزِ، هذا في السَّماعِ.
وقد جَرَتْ عادةُ المحدِّثينَ بإِحضارِهِمُ الأطفالَ مجالِسَ الحَديثِ، ويكتُبونَ لهُم أَنَّهم حَضَروا.
ولابدَّ في مثلِ ذلك مِن إِجازةِ المُسْمِعِ.
والأصحُّ في سنِّ الطَّالبِ بنفسِه أَنْ يتأَهَّلَ لذلك.
ويَصِحُّ تحمُّلُ الكافِرِ أَيضاً إِذا أَدَّاهُ بعدَ إِسلامِه.
وكذا الفاسِقِ مِن بابِ أَوْلى إِذا أَدَّاهُ بعدَ توبتِه وثُبوتِ عدالَتِه.
وأَمَّا الأداءُ؛ فقد تقدَّمَ أَنَّه لا اختصاصَ له بزَمنٍ مُعيَّنٍ، بل يُقيَّدُ بالاحتياجِ والتأَهُّلِ لذلك.
وهُو مُخْتَلِفٌ باخْتِلافِ الأشخاصِ.
وقالَ ابنُ خُلاَّدٍ: "إِذا بلَغَ الخَمسينَ"، ولا يُنْكَرُ عندَ الأربعينَ.
الصفحة 206