كتاب تقييد العلم للخطيب البغدادي

أَنْشَدَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي نَصْرٍ الْأَنْدَلُسِيُّ قَالَ: أَنْشَدَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ الْعُمَرِيُّ الْأَدِيبُ بِالْأَنْدَلُسِ , قَالَ: أَنْشَدَنِي أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ إِدْرِيسَ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْجَزِيرِيِّ الْكَاتِبُ لِأَبِيهِ مِنْ قَصِيدَةٍ طَوِيلَةٍ (مِنَ الْكَامِلِ) :
[البحر الكامل]
§وَاعْلَمْ بِأَنَّ الْعِلْمَ أَرْفَعُ رُتْبَةٍ ... وَأَجَلُّ مُكْتَسَبٍ وَأَسْنَى مَفْخَرِ
فَاسْلُكْ سَبِيلَ الْمُقْتَفِينَ لَهُ تَسُدْ ... إِنَّ السِّيَادَةَ تُقْتَنَى بِالدَّفْتَرِ
وَالْعَالِمُ الْمَدْعُوُّ حَبْرًا إِنَّمَا ... سَمَّاهُ بِاسْمِ الْحَبْرِ حَمْلُ الْمَحْبَرِ
وَالْعِلْمُ لَيْسَ بِنَافِعٍ أَرْبَابَهُ ... مَا لَمْ يُفِدْ عَمَلًا وَحُسْنَ تَبَصُّرِ
فَاعْمَلْ بِعِلْمِكَ تُوفِ نَفْسَكَ وَزْنَهَا ... لَا تَرْضَ بِالتَّضْيِيعِ دُونَ الْمَخْسَرِ
سِيَّانُ عِنْدِيَ عِلْمُ مَنْ لَمْ يَسْتَفِدْ ... عَمَلًا بِهِ وَصَلَاةُ مَنْ لَمْ يَطْهُرِ
أَنْشَدَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ أَبُو الْقَاسِمِ الْبَصْرِيُّ , قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْهَائِمُ قَالَ: أَنْشَدَنَا السَّرِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الرَّفَّاءُ لِنَفْسِهِ يَدْعُو أَبَا بَكْرٍ الْمَرَاغِيُّ النَّحْوِيُّ وَيَصِفُ لَهُ كُتُبًا عِنْدَهُ وَبُسْتَانًا فِي دَارِهِ وَيَصِفُ الشِّطْرَنْجَ (مِنَ الْكَامِلِ)
[البحر الكامل]
§عِنْدِي إِذَا مَا الرَّوْضُ أَصْبَحَ ذَابِلًا ... تُحَفٌ أَغَضُّ مِنَ الرِّيَاضِ شَمَائِلًا
خُرْسٌ تُحَدِّثُ آخِرًا عَنْ أَوَّلِ ... بِعَجَائِبٍ سَلَفَتْ وَلَسْنَ أَوَائِلَا
سُقِيَتْ بِأَطْرَافِ الْيَرَاعِ ظُهُورُهَا ... وَبُطُونُهَا طَلًّا أَحَمُّ وَوَابِلَا
تَلْقَاكَ فِي حُمْرِ الثِّيَابِ وَسُودِهَا ... فَتَخَالُهُنَّ عَرَائِسًا وَثَوَاكِلَا
وَتُرِيكَ مَا قَدْ فَاتَ مِنْ دَهْرٍ مَضَى ... حَتَّى تَرَاهُ بِعَيْنِ فِكْرِكَ مَاثِلَا
وَإِذَا خَلَوتَ بِهِنَّ ظَمْآنَ الْحِشَا ... مَنَحَتْكَ مِنْ صَوبِ الْعُقُولِ مَنَاهِلَا

الصفحة 130